للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فماذا راب عبد بني نمير فعلي.

فيَا عَجبِي أتُوعِدُني نُميرٌ ... براعِي الإبلِ يحتْرشُ الضِّبابا

الاحتراش أن يجبئ الرجل إلى جحر الضب، فيحرك يده عليه فيحسبه الضب أفعى أو حية، فيخرج

الضب إليه ذنبه فيضربه بذنبه، فلا يزال به حتى يأخذ بذنبه فيخرجه. قال ومثل من أمثال العرب

"أنا أعلم بضب احترشته". ومثل آخر من أمثالهم "هذا أجل من الحرش".

لعلَكَ يا عُبيد حَسِبتَ حَرْبِي ... تُقلِّدُكَ الأصِرةَ والعِلابا

إذا نَهضَ الكِرامُ إلى المعالي ... نهضتَ بعلُبةٍ وأثْرَت نابا

تُنوِّخُها بِمحنيَةِ وحِيناً ... تُبادِرُ حدَّ دِرَّتها السِّقابا

ويروى تبوئها من الباءة وهو النكاح، وتبوخها مثله. قال والمحاني في الوادي مثل العواقيل في

الأنهار. ويقال المحاني ثني الوادي وعطفه. يقول تبادر ألبانها أولادها فتسبق أولادها أن تشرب اللبن

من أمهاتها فتشربه. قال والمعنى في ذلك يقول إنك راع يعيره بذلك.

تَحِنُّ لَهُ العِفاسُ إذا أفاقَتْ ... وتعْرِفُهُ الفِصالُ إذا أَهابا

قال والعفاس وبروع ناقتان كان الراعي ذكرهما في شعره، وقوله إذا أفاقت قال، وأفاقتها يريد

اجتماع درتها بعد الحلب. قال والاهابة الدعاء.

فأولِعْ بالعِفاسِ بَني نُميرٍ ... كما أولعتَ بالدَّبَرِ الغُرابا

وبِئْسَ القرضُ قرضُكَ عِندَ قيسٍ ... تُهيجُهُمُ وتمتدحُ الوِطابا

قوله تهيجهم تعرضهم للهجاء. الرواية الصحيحة تهجيهم من الهجاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>