المذكورة، فقال فيه شعراء الإسلام وافتخروا بفضلهم فيه، وعير بعضهم بعضا،
فقال الأخطل في ذلك مما يدل على تصديقه:
أبني كليب إن عمي اللذا ... قتلا الملوك وفككا الأغلالا
وأخوهما السفاح ظمّأ خيله ... حتى وردن جبى الكلاب نهالا
وقال الأخطل أيضا. قال وكان أتى العراق في حمالة تحملها، فسأل مالك بن مسمع، وهو أبو غسان.
فقال له مالك عندي إلا التراب، ألست القائل:
إذا ما قلت قد صالحتَ بكرا ... أبي الأضغانُ والنسبُ البعيدُ
قال بلى، أنا صاحب ذلك وصاحب ما استأنف. قال وقد كان الأخطل قال قبل ذلك بزمان:
هما أخوان عيشهما جميع ... رداء الملك بينهما جديد
فأجابه جرير بن خرقاء أخو بني عجل فقال:
أطال الله رغمك يا ابن دوس ... فقبل اليوم أحزنك الحديد
تعيرنا الدماء بواردات ... وأنت بمأزق منا شريد
معناه أنت شريد بمأزق منا:
ويوم الحنو قد علمت معد ... حصدناكم كما حصدت ثمود
فإن تذكر ليالي واردات ... فإن الدهر مؤتنف جديد
أتغضب أن تعزّ الناس بكر ... وبيت العزّ في بكر تليد