تَرَى أمْواجَهُ كَجِبالِ لُبنَى ... وطوْدِ الخَيفِ إذْملأ الجَنابا
قال ابن الأعرابي: وطود الحيق أدركت الجنابا. قال والحيق الجبل، وهو جبل قاف الحائق بالدنيا،
يريد المحيط بالدنيا. يقال من ذلك حاق فلان بالمكان إذا أحاط به.
إذا جاشَتْ ذُراهُ بِجُتحِ لَيْلٍ ... حَسِبْت عَليْهِ حَرَّاتٍ وَلابا
قال واللابة والحرة واحد. ويروى إذا جشأت مهموزا يعني ارتفاع أمواجه. وهو من قولك جشأت
نفسي وذلك إذا غلبه القيء فعلا في صدره وارتفع، فكأنه مأخوذ من ذلك. قال والجشء هو الارتفاع
يريد بذلك ارتفاع الأمواج.
مُحِيطاً بالجبال لَهُ ظِلالٌ ... مَعْ الجربْاءِ قَدْ بَلَغَ الطِّبابا
ويروى محيط بالرفع. قال والجرباء يريد السماء. والطباب المجرة التي تكون في السماء، شبهها
بطباب المزادة، وإنما يريد أن أحدا لا يبلغ مجدنا وارتفاعنا.
فَانَّك مِنْ هجاءِ بَنِي نُمَيْرٍ ... كأهُلِ النَّارِ إذْ وجَدوَّا العَذابا
رَجَوْا منْ حرِّها أَنْ يسترِيحُوا ... وقَدْ كانَ الصَّديدُ لهُمْ شَرابا
فإن تَكُ عامرٍ أثرتْ وطابَتْ ... فَما أثْرَى أَبُوكَ وَما أطابا
ولَمْ تَرِثِ الفَوارِسَ مِنْ نُميْرٍ ... وَلا كَعْباً وَرِثتَ ولا كِلابا
ولكِنْ قَدْ ورِثْتَ بَنى كُليبٍ ... حَظائرَها الخَبِيثَةَ والزِّرابا
ومَنْ يخترْ هَوازِنَ ثُمَّ يخترَ ... نُميراً يختَرِ الحسَبَ اللُّبابا