عامر ففقأها. وخلى مسهر الرمح في عينه وضرب فرسه فلحق بقومه،
وإنما دعاه إلى ما صنع بعامر، لأنه رآه يصنع بقومه الأفاعيل. فقال هذا مبير
قومي. قال وأسرت بنو عامر سيد مراد جريحا. قال فلما تماثل من جراحته أطلقوه. قال أبو عبيدة
وكان ممن أبلى يومئذ من بني جعفر، عامر بن الطفيل، وأربد بت قيس بن جزء بن خالد بن جعفر،
وعبد عمرو بن شريح بن الأحوص. فقال في ذلك أبو دؤاد الرؤاسي:
ونحن أهل بضيع يوم واجهنا ... جيش الحصين طلاع الخائف الكزم
بضيع جبل معروف. والكزم يعني الضيق.
ساقوا شعوبا وعنسا في ديارهم ... ورجل خثعم من سهل ومن علم
ولت رجال بني شهران تتبعها ... خضراء يرمونها بالنبل عن شهم
والزاعبية تكفيهم وقد جعلت ... فيهم نوافذ لا يرقعن بالدسم
ظلت يحابر تدعى وسط أرحلنا ... والمستميتون من حاءو من حكم
حتى تولوا وقد كانت غنيمتهم ... طعنا وضربا عريضا غير مقتسم
وقال عامر بن الطفيل:
أتونا بشهران العريضة كلها ... وأكلبُها ميلادِ بكر بن وائل
فبتنا ومن ينزل به مثل ضيفنا ... يبت عن قرى أضيافه غير غافل
أعاذل لو كان البداد لقوتلوا ... ولكن أتانا كل جن وخابل
وخثعم حي يعدلون بمذحج ... وهل نحن إلا مثل إحدى القبائل