للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال قد عرج البعير فهو يعرج، وذلك إذا صار أعرج. قال وأما اليربوعي فقال: أغار الهذيل بن

هبيرة على بني يربوع، ثم بني رياح وهم خلوف. وذلك أنهم كانوا غزوا ورئيسهم جزء بن سعد

الرياحي على بكر بن وائل، فملئوا أيديهم من الأموال والسبي ثم انصرفوا، فانتهوا إلى بعض مياه

بني تميم. قال فأتاهم الهذيل فمنعوه الماء. فقال يا بني يربوع، والله لا تمنعوني قعبا من الماء إلا

بعثت إليكم برأس رجل منكم، قال فما زال بهم الأمر حتى صالحهم الهذيل على أن يطلقوا أسارى

بكر بن وائل، ويردوا سبيهم. وعلى أن يرد الهذيل سبي بني رياح، ويطلق أسراهم، فأطلق جزء بن

سعد أسارى بكر بن وائل، وأطلق سبيهم. قال وفعل الهذيل مثل ذلك ببني رياح. وكان عتيبة بن

الحارث أشار على جزء بقتال بني تغلب. فقال لا أقاتل قوما معهم بنتي زينب في السبي. قال فلما

سار الهذيل طلبه غتيبة بن الحارث بن شهاب في بني يربوع، فقاتله فهزم جيشه، وأسر التغلبي الذي

كان أصاب ابنة جزء. فقال والله لتأتيني بزينب أو لينكحنك حباشة - يعني غلاما كان لعتيبة أسود -

فبعث التغلبي إلى الهذيل، فردها واستنقذ عتيبة قعنب بن عتاب الرياحي من بني تغلب. قال وكان قد

أسروه. فقال عتيبة يفخر على نعيم بن قعنب - وهو أبو قران - وخدام:

أبلغ أبا قران إما لقيته ... وبلغ خداما ان دنا أو تجنبا

لعمري لقد نالت رياحا سماحتي ... وأدركت اذ راث الترحل زينبا

رجع إلى شعر الفرزدق:

سَما بِرجَالِ تغلِبَ مِنْ بَعيدٍ ... يقُودُونَ المسوَّمةَ العِرَابا

المسومة المعلمة. سما علا من مكان بعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>