للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

تصدَّى صنادِيدُ العِراقِ لوجههِ ... وتُضحِي لهُ غُرُّ الدهاقينِ سُجَّدا

وللقَين والخنزيرِ منِّي بديهةٌ ... وإنْ عاودُوني كنتُ للعودِ أحمدا

قال وكان سبب هجاء جرير لمثغور، فيما حدثنا به أبو عبيدة، عن المنتجع بن نبهان العدوي: أن

لقمان الخزاعي قدم على صدقات الرباب فكانت وجوه مصاد تحضر، وفيهم عمر بن لجأ بن جرير

أحد بني مصاد فأنشده:

تاوبني ذكر لزولة كالخبل ... وما حيث تلقى بالكثيب ولا السهل

تحل وركن من ظمية دونها ... وجو قسي مما يحل به أهلي

تريدين أن أرضى وأنت بخيلة ... ومن ذا الذي يرضي الاخلاء بالبخل

حتى فرغ منها، فقال له لقمان ما زلنا نسمع بالشام أنها كلمة جرير. فقال عمر إني لأكذب شيخ في

الأرض إن ادعيت شعر جرير. قال ثم أنشده على رءوس الناس جميعا والرباب حضور. قال فأبلغ

لقمان جرير قول عمر، قال وزعم أنك سرقتها منه. فقال له جرير وأنا أحتاج أن أسرق قول عمر

وهو الذي يقول وقد وصف إبله فجعلها كالجبال، وجعل فحلها كالظرب فقال:

كالظَّرِب الأسود من ورائها ... جرَّ العجوزِ الثِّنيَ من خفائها

والله ما شهره من نمط واحد، وانه لمختلف الفنون. قال فأبلغ لقمان عمر قول جرير وما عاب عليه

من قوله. فقال عمر يعيب علي قولي: جر العجوز الثني من خفائها. وإنما أردت لينه ولم أرد أثره.

فقد قال أقبح من ذلك وهو قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>