للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وأوثق عند المردفات عشية ... لحاقا إذا ما جرد السيف لامع

فلحقهن بعد ما نكحن وأحبلن. قال فأبلغ لقمان جريرا قوله، وما عاب عليه من شعر، فأحفظه - أي

أغضبه - حتى هجاه. قال أبو جعفر محمد بن حبيب، قال عمارة قال جرير، والله لقد عاب علي

عمر بن لجأ بيتا أحب إلي من حرزة - يعني ابنه - فقال جرير:

يا تيم تيم عدي لا أبا لكم ... لا يقذفنكم في سوءة عمر

أحين صرت سماما يا بني لجأ ... وخاطرت بي عن أحسابها مضر

خل الطريق لمن يبني المنار به ... وابرز ببرزة حيث اضطرك القدر

فأجابه عمر بن لجأ فقال:

لقد كذبت وشر القوم أكذبه ... ما خاطرت بك عن أحسابها مضر

بل أنت نزوة خوار على أمة ... من يسبق الحلبات اللؤم والخور

قال فهذا بدء ما كان جرى بينهما. قال والتحم التهاجي بينهما. قال وأما أبو اليقظان سحيم، وهو

لقب، وهو عامر بن حفص، فزعم أن جريرا قال إن هذا ليس بعيب، فبيني وبينك رجل عالم بما

اختلفنا فيه. قال فجعلا بينهما عبد الله بن غاضرة بن سمرة بن عمرو العنبري، وكان حاضرا ذلك

اليوم يسمع كلاهما. قال فسألاه أن ينظر في شعرهما فتابع ابن لجأ وعاب على جرير ما قال.

فقال جرير:

<<  <  ج: ص:  >  >>