يعني عبيدا الراعي. أن قضى أنس أشعر منك.
وقبلَكَ ما أَحمتْ عدِيٌّ دِيارَها ... وأَصْدَرَ راعِيهمِ بِفَلجٍ وأوردا
هُمُ منعُوا يومَ الصُّليعاء سربَهُمْ ... بطعنٍ ترى فِيهِ النَّوافِذَ عُندا
وهُمْ منعُوا منكُمْ إرابَ ظُلامةٍ ... فَلَمْ تبسُطُوا فيها لساناً ولا يَدا
ومِنْ قبْلها عُذْتُم بأسِيافِ مازنٍ ... غَداةَ كسوا شَيبانَ عضْباً مُهَنَّدا
قال أبو عثمان، قال أبو عبيدة: حدثنا عامر بن عبد الملك، قال لما بلغ الأخطل تهاجي جرير
والفرزدق، قال لابنه مالك انحدر إلى العراق حتى تسمع منها فتأتيني بخبرهما، قال فانحدر مالك
حتى لقيهما، ثم استمع منهما، ثم لقى أباه، فقال وجدت جرير يغرف من بحر، ووجدت الفرزدق
ينحت من صخر. فقال الأخطل الذي يغرف من بحر أشعرهما. قال: ثم قال الأخطل يفضل جريرا
على الفرزدق:
إني قضيت قضاء غير ذي جنف ... لما سمعت ولما جاءني الخبر
أن الفرزدق قد شالت نعامته ... وعضه حية من قومه ذكر ..
قال أبو عبيدة، ثم إن بشر بن مروان ولي الكوفة، فقدم عليه الأخطل، فبعث اليه محمد بن عمير بن
عطارد بن حاجب بن زرارة بألف درهم، وبغلة، وكسوة، وبخمر، وقال له: لا تعن على شاعرنا
واهج هذا الكلب، الذي يهجو بني دارم، فانك قد كنت قضيت له على صاحبنا، فقل له أبياتا، فاقض
لصاحبنا عليه. فقال في ذلك الأخطل:
اخسأ كليب اليك إن مجاشعا ... وأبا الفوارس نهشلا أخوان