أَلمَّا عَلَى سَلْمى فَلَمْ أَرَ مِثْلَها ... خَليلَ مُصافاةٍ يُزارُ ويُمدحُ
وقَدْ كانَ قَلبِي مِنْ هَواها وذَكْرَةٍ ... ذَكرْنا بِها سَلمى عَلى النَّأْيُ يَفْرَحُ
إذا جِئْتُها يَوماً مِنَ الدَّهْرِ زائراً ... تغيَّرَ مِغْيارٌ مِنَ القَوْمِ أكلحُ
فَلِلَّهِ عينٌ لا تزالُ لِذِكرِها ... عَلى كُلِّ حالٍ تستهِلُّ وتسفَحُ
وَما زالَ عَنِّي قائدُ الشَّوْقِ والهَوَى ... إذا جِئُتُ حَتَّى كادَ يبدُو فيفضَحُ
أَصُونُ الهَوىَ مِنْ رَهبَةَ أَنْ تغُرَّها ... عُيُونٌ وأعداءٌ مِنَ القَوْمِ كٌشَّحُ
فَما بَرِحَ الوجدُ الَّذِي قَدْ تلبَّستْ ... بِهِ النَّفسُ حتَّى كادَ للِشَّوْقِ يذْبَحُ
يقول خنقته العبرة عند الشوق، فلم يفض عبرته حتى كان يذبحه الوجد فيختنق بالعبرة. قال ذو
الرمة:
أجل عبرةً كانت لعرفانِ منزلٍ ... لميةَ لو لم تُسْهِلِ الماءَ تَذْبَحُ
لشَتَّانَ يَوْمٌ بيْنَ سِجْفٍ وكلَّةٍ ... ومرُّ المطَايا تغتَدِي وتروَّحُ
أعائِفَنا ماذا تعيفُ وَقَد مَضَتْ ... بوارِحُ قُدَّامَ المطيِّ وسُنَّحُ
نقِيسُ بقيَّاتِ النِّطافِ على الحَصَى ... وهُنَّ عَلى طيِّ الحَيازِيمِ جُنَّحُ
ويومٍ مِنَ الجوزاءُ مُستوقِد الحَصَى ... تكادُ صَياصِي العِينِ مِنْهُ تصيَّحُ
الصياصي واحدتها صيصية وهي القرن. تصيح تشقق. ويروى فيه، أي في اليوم، والعين بقر
الوحش.
شَديدِ اللَّظَى حامِي الودِيقَةِ رِيحُهُ ... أشَدُّ أذىً مِنْ شمسِهِ حينَ تَصْمحُ
الوديقة حين تدق الشمس وهو أشد حر النهار، يقال من ذلك