فقد جمس الودك على يده، ومن كان يأكل فهو يقطر من يده.
وَما حُلَّ منْ جهْلِ حُبَى حُلَمائِنا ... وَلا قائِلٌ بالعُرفِ فِينا يُعنَّفُ
ومَا قامَ منَّا قائِمٌ في نَديِّنا ... فينطقَ إلاَّ بالتيِ هِيَ أعرفُ
وإنِّى لَمِنْ قومٍ بِهِمْ تُتَّقى العِدَى ... ورأبُ الثَّأي والجانبُ المُتخوفُ
وأضيافِ ليلٍ قدْ نقلنا قِراهُمُ ... إليهِمْ فأتلفنا المَنايا وأتلفُوا
قوله قد نقلنا قراهم، قراهم هاهنا القتل. يقول: إنا أوقعنا بهم وقتلناهم، وذلك قول عمرو بن كلثوم:
قريناكم فعجلنا قراكم ... قبيل الصبح مرداةً طحونا
المنايا هاهنا الرجال الأشداء. وقوله فأتلفنا المنايا وأتلفوا، يقول صادفنا المنايا متلفة وصادفوها
كذلك، كما تقول أتينا فلانا فأبخلناه، وكذلك فأحمدناه، وذلك إذا صادفناه بخيلا وحميدا.
قريناهُمُ المأثورةَ البِيضَ قبلَها ... يُثجُّ العُروُقَ الأزنيُّ المُثقَّفُ
قوله يثج أي يسيل. والازأني الرماح، نسب إلى سيف بن ذي يزن. قال والمثقف المقوم بالثقاف،
وهو خشبة تسوى بها الرماح، حتى يستوي عوجها ويستقيم. قال أبو عبد الله الأيزني. قال والمأثورة
يريد السيوف التي صقلت، حتى ظهر أثرها أي فرندها وحسنها الذي تراه في السيف، كأنه أرجل
نمل، كذلك فسره الأصمعي وأبو عبيدة.
قال أبو عثمان: سألت الأصمعي عن ذلك وأبا عبيدة مرة أخرى فقال لي هو كما أعلمناك.