للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

بسفار، قال للحوفزان: تعلّم أني لأظن عميرة قد دهانا،

وإني لأعرف هذا النوى. قال الحوفزان ما كان ليفعل. قال: فدفعنا الخيل عليهم، وهم

يريدون أن يغيروا: فكنت أول فارس طلع، فناديت با أبجر؟ هلم إليّ. قال: من أنت. قلت عميرة،

قال: كذبت، فسفرت عن وجهي فعرفني، فنزل عن فرس كان مركّباً عليها - المركّب الذي يركب

فرس غيره، ويغزو عليه، فله نصف الغنيمة وأنشد:

لا تركبُ الخيلَ إلا أن تُرَكَّبَها ... ولو تَجَمَّعنَ من حُمرٍ ومن سُودَ

لابن الغزالة السكوني - وابن الغزالة في شيبان - وعليّ مُلاءة لي حمراء فطرحتها، ثم جلس

عليها، وقد قال لي قبل أن يجيء: إني مركّب. قلت: فتعال على ذلك، وتحتي فرس لأبي مليل. قال:

فأقبل وما نظر إلى ذاك. قال: وأُخذ الجيش كلهم، فلم يُفلت منهم أحد غير شيخ من بني شيبان، ثم

أحد بني أسعد بن همام نجا على فرس له، وقد كان أخوه معه فأُخذ، فلما أتى الحي سألته بنت أخيه

عن أبيها، فقال الشيخ:

تسائلني هُنيدَةُ عن أبيها ... وما أدري وما عَبَدَتْ تميمُ

غداةَ عَهِدْتُهُنَّ مُغَلصَماتٍ ... لهُنَّ بكلِّ مَحنيةٍ نحيمُ

فما أدى أجُبنا كان طِبيِّ ... أم الكُوسَى إذا عُدَّ الحزيمُ

الكوسى من الكيس، والضوقى من الضيق، والخورى من الخير. وقالت امرأة لضرتها: ما أنت

بالخورى ولا الضوقى حراً والحزيم من الحزم، ومغلصمات مشددة الأعناق. وأُخذ الحوفزان يومئذ،

أخذه حنظلة بن بشر بن عمرو بن عمرو بن عدس، وكان نقيلاً في بني

<<  <  ج: ص:  >  >>