للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

تخف أيديهم لضرب السيوف.

فجالدوهم، ونادى الهامرز مرد ومرد يريد رجل ورجل فقال بُرد بن حارثة اليشكري: ما يقول؟ قالوا:

يدعو إلى البراز رجل ورجل. قال: وأبيكم لقد أنصف. قال: فحمل عليه برد بن حارثة اليشكري

فقتله، ويقال يزيد بن حارثة، فقال سويد بن أبي كاهل في ذلك:.

مِنا يَزيدُ إذْ تحدّى جموعَكمْ ... فلم تُقرِبوهُ المَرزُبانَ المُسوّدا

ويروى المسورا. قال: ونادى حنظلة بن ثعلبة بن سيار، يا قوم، لا تقفوا لهم فيستغرقكم النشاب،

فحملت ميسرة بكر، وعليها حنظلة على ميمنة الجيش، وقد قتل يزيد رئيسهم الهامرز - ويقال بُريد

- وحملت ميمنة بكر، وعليها يزيد بن مُسهر، على ميسرة الجيش، وعليهم خُنابُزين. قال: وخرج

عليهم الكمين من خبيء ذي قار من ورائهم، وعليهم يزيد بن حمار، فشدّوا على قلب الجيش، قال:

وفيهم إياس بن قبيضة، وولّت إياد منهزمة كما وعدتهم، وانهزمت الفرس قال سليط، فحدثنا أسراؤنا

الذين كانوا فيهم يومئذ، قالوا: فلما التقى الناس، وولت الفرس منهزمة، قلنا يريدون الماء، فلما قطعوا

الوادي، وصاروا من ورائه، وجازوا الماء، قلنا: هي الهزيمة، قال: وذلك في حد الظهيرة، في قائظ

شديد حرّه. قال: فأقبلت كتيبة عجل، كأنهم طنّ قصب، لا يفوت بعضهم بعضا، ولا يُطرّفون لا

يُمعنون هربا، ولا يُخالطون القوم. ثم تذامروا فقتّلوا الفرس ومن معهم، بين بطحاء ذي قار، حتى

بلغوا الراخصة قال فراس: فحُدّثت أنه تبعهم تسعون فارساً، لم ينظروا إلى سلب، ولا إلى شيء،

حتى تعارفوا بأدم، وهو قريب من ذي قار، فوجد منهم ثلاثون فارساً من بني عجل، وستون فارساً

من سائر بكر، وقتلوا خُنابزين. قتله حنظلة بن ثعلبة بن سيار وقال ميمون، أعشى بني قيس بن

ثعلبة، يمدح بني شيبان خاصة في قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>