قال أبو عبيدة، وقال عامر ومسمع: قد أدرك الحوفزان بن شريك يوم ذي قار وقاتل، وقال في ذلك الشعر:
لمّا رأيتُ الخيلَ شَكّ نُحورَها ... حِرابٌ ونُشّابٌ صبرتُ جَناحا
جناح اسم فرسه.
على الموتِ حتى أنزلَ اللهُ نصرهُ ... وودّ جناح لوْ قضى فاستراحا
وقال عائذ الله، ويقال بل قالها رجل من بني شيبان. ولم يُدرك الحوفزان ذا قار، وقالها بشر أخو
الحوفزان قال: وأما من شهد يوم ذي قار من تميم، فإن أبا عبيدة حدّثنا، قال: أخبرني سليط، قال: لما
كان يوم ذي قار، وكان في بكر أسراء، قالوا: إنا نخاف أن تهربوا، فتواثقوا بأن لا تفعلوا، فواثقوهم
أن يرجع من لم يُقتل منهم، حتى يضع يده في أيديهم، قال: فخلّوهم فقاتلوا معهم قال أبو عبيدة،
فحدثني بتصديق هذا، مسحل بن زيداء، بنت جرير، قال، أخبرنا جرير، قال: لمّا كان يوم ذي قار،
وكان في بكر أسراء، فقال: خلّونا نقاتل معكم، فإنا نذبّ عن أنفسنا، قال: فواثقوهم ليرجَعُنّ إليهم إن
سلموا، وقالوا لهم: نخاف أن لا تُناصحوا. فقالوا لهم: دعونا فلنُعلِم حتى تروا مكاننا، ويُرى غناؤنا،
قال: فأعلَموا، فذلك قول جرير:.
منا فوارسُ ذي بهدا وذي نَجَب ... والمُعلِمونَ صباحاً يومَ ذي قارٍ
مُسترعفاتٍ بجزء في أوائِلها ... وقَعْنَبٍ وحمُاةٍ غيرْ أغمارِ
قال: وأما زبّان أبو مطرف الصبيري، فزعم أن بني شيبان، وعليهم بسطام، أغار فاستحفّ نعم
رُبيع بن عُتيبة بن الحارث بن شهاب،