فأغار عليهم عُتيبة، فاختبأ في بعض بطون ذي قار، حتى
وردت إبِل بني الحُصين، فأغار عليها، ففي ذلك قول جرير:
ألمْ تَرني أفَأتُ على ربيع ... جِلادا في مَبارِكها وخُورا
ولا أظن جريراً عنى هذا اليوم، قال: وذلك لأني قلت لأبي مطرف الصبيري، أكان معه يومئذ جزء
بن سعد؟ قال: لا، قلت: هل علمتم؟ قال: لا، إنما كانوا فوارس، وكانت سلة يعني كان الأمر على
غفلة - ولم يكونوا تعبّوا للقتال، ولم يلقوا حرباً فيما ظنوا، فيتهيؤا لها. قال: وأما عامر بن عبد
الملك، فزعم أن فارس لمّا غزتهم، تسامعت بذلك العرب، فجاء ثمانون من أهل بيت من بني يربوع،
وناس من بني ضبة، فقالوا: نكون قريباً، فإذا انهزمت بكر، أغرنا فيمن يغير. فبلغ ذلك بكرا فقالوا:
نبدأ بهؤلاء، فوجّهوا إليهم، فقتل يزيد المُكسّر الأضجم الضراري، وأسروا بقية القوم. فلم يزالوا
عندهم، حتى التقوا وفارس، فخلّوهم من وثاقهم، فقاتلوا معهم. قال عامر بن عبد الملك المسمعي: فلم
تفخر تميم بهذا قال ضِرار بن سلامة العجلي في ذلك:.
كَسَونا الأضجَمَ الضبّيّ لمّا ... أتانا حدّ مَصقولٍ رَقيقِ
وفَرّتْ ضَبّةُ الجَعْراء لمّا ... أجَدّ بهِنّ إتعابُ الوَسَيقِ
أسرنا منهُمُ تسعينَ كَهلا ... نَقودهُمُ إلى وضَحِ الطريقِ
وجالُوا كالنّعامِ وأسلَمونا ... إلى خيلٍ مُسوّومَة ونوِق
تم حديث ذي قار.