للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

رجع إلى شعر جرير:

وكانَ لنا خَرْجٌ مُقيمٌ عليهمُ ... وأسلابُ جبّارِ المُلوكِ وجامِلهْ

قال: قد نُقل حديث هذا البيت، في غير هذا الموضع.

ودَهْم كَجُنحِ الليل زُرْنا بهِ العدَى ... لهُ عِثيرٌ مما تُثير قَنابلهْ

قوله ودهم كجنح الليل، يعني جيشاً كثير العدد، يقال من ذلك، قد دهمهم جمع كثير، وذلك إذا

جاءوهم. وقال كجنح الليل، وذلك لكثرته وجمع أهله وسواده، قال: وإنما شبهه بظل الليل على

الأرض. قال: والعثير الغبار. يقول هذا الجيش من كثرته، أثار الغبار. وقنابله جماعة خيله، الواحدة

قنبلة، وهو ما بين الخمسين من الخيل إلى الستين.

إذا سَوّموا لم تمنع الأرض منهُم ... حَريداً ولمْ تمنع حَريداً مَعاقلهْ

ويروى لم يمنع الأرضَ منهم فضاء. وقوله حريزا، يقول لم تقدِر الأرض أن تُحرز جمعهم،

فتُحصنهم، وقوله إذا سوّموا يعني أعلموا للحرب. ومعاقله وملاجئه وحُصونه واحد. يقول لم تسعهم

الحصون ولم تحط بهم لكثرتهم. والحريد المُتنحّي.

نحوطُ الحِمَى والخيل عاديَة بنا ... كما ضربتْ في يوم طَلّ أجادِلهْ

قوله نحوط الحمى، يقول حمانا لا يقربه أحد ولا يطمع فيه. نحن نحوطه فنمنع الناس منه. يقول

فحِمانا لا يقربه احد ولا يطمع فيه، ذلك لعزّه ومنعته. وأجادله صقوره. والأجدل الصقر، يقول فنحن

نصيد الرجال فنقتلهم، كما تصيد الصقور الطير فتغلب عليها. فضربه مثلا للصقور.

أغرّكَ أنْ قيلَ الفرزدقُ مَرّة ... وذو السّنّ يخصَى بعدما شقّ بازِلهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>