للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول إنما يُخصى الفحل وقد بزل نابه. وبازله سنّه التي تطلع في السّنة التاسعة، ويروى أن قيل

الفرزدق شاعر. ويروى أن قيل الفرزدق ساعة.

فإنكَ قدْ جاريتَ لا مُتكلّفا ... ولا شَنِجاً يومَ الرّهان أباجِلهْ

ويروى يومَ الحفاظ. الأبجل عْرق ينتهي إلى اليد، وجمعه أباجل. شنج يعني مُنقبضاً. والمعنى في

ذلك يقول، هو مستوى اليد واسع الشحوة. وقوله جاريت يعني نفسه، أي أنا مستو على غير تكلف،

بل هو طباع وسجية. يقول أنا سابق غير مسبوق، وإنما ضربه مثلا. أراد بذلك الشرف والكرم،

وصيّره ها هنا قوم الرهان. قال وقد تفعل ذلك العرب كثيراً.

أنا البدرُ يُعشي طَرف عينيكَ فالتَمسْ ... بكفيكَ يابنَ القَينْ هل أنتَ نائِلهْ

لَبستُ أداتي والفرزدقُ لُعبةُ ... عليهِ وِشاحا كُرجٍ وجَلاجِلهْ

الرواية لبست سلاحي، ويروى ردائي.

أعِدّوا معَ الحَليْ المَلابَ فإنما ... جَريرُ لكم بعلٌ وأنتمْ حَلائله

قال أبو عبيدة: وقف جرير بالمربد وقد لبس درعا وسلاحاً تاماً، وحمله أبو جهضم عبّاد بن حُصين

الحبطي على فرس له عتيق يُنشد، فبلغ ذلك الفرزدق، فلبس ثياب وشي وسواراً، وقام في مقبرة بني

وحصن ينشد بجرير، والناس يسعون فيما بينها بأشعارهما، فلما بلغ الفرزدق لباس جرير السلاح

والدرع، قال:

عَجِبتُ لِراعي الضّأنِ في خُطَميّة ... وفي الدرع عَبدٌ قد أصيبتْ مَقاتلهْ

قال: ولمّا بلغ جريراً أنّ الفرزدق في ثياب وشي لابساً سواراً، قال:

لَبستُ سِلاحي والفرزدقُ لُعبة ... عليه ِشاحا كُرّج وجَلاجلهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>