فما لُمتُ نفسي في حديثٍ وليتُهُ ... ولا لمتُ فيها قَدّمَ الناسُ أوّلي
فأجابه الفرزدق فقال:
أتنسى بنو سًعدٍ جَدودَ التي بِها ... خذلتم بني سعد على شر مخذل
يعني خذلان بني يربوع بني سعد، حين أدركوا الحوفزان ومن معه، من بكر بن وائل.
قال: وكان الحوفزان قد أغار على بني رُبيع فأغاثتهم بنو سعد. قال: ويومئذ حُفز الحوفزان في أسته
بالرمح واسمه الحارث بن شريك بن عمرو، وعمرو، هو الصلب، وهو لقب لُقب به.
عَسِيّةَ ولّيتُمْ كأنّ سُيوفَكُمْ ... ذآنينُ في أعناقِكُمْ لمْ تُسلّلِ
الذانين نبتة طويلة ضعيفة لها رأس مدور.
وشيبانُ حولَ الحوفَزان بوائِلِ ... مُنيخاً بجيشٍ ذي زوائدَ جَحفل
قوله ذي زوائد، يعني هذا الجيش ذو زوائد، جحفل كثير الأهل والتباع، ويقال الجحفل الكثير الخيل
والسلاح.
دَعَوا يالَ سعد وادّعَوا يالَ وائِل ... وقدْ سُلّ مِنْ أغمادِهِ كل مُنضُل
قبيلَين عند المُحصَناتِ تَصاوَلا ... تَصاوُلَ أعناقِ المصاعيبِ مِنْ عَلِ
عَصَوا بالسيوفِ المَشرفيّهِ فيهمِ ... غَيارى وألقَوا كُلّ جَفنٍ ومَحمَلِ
قوله عصوا بالسيوف، يقول اتخذوا السيوف كالعصي.
حمَتْهُنّ أسيافٌ حِدادُ ظُباتهُا ... ومنْ آلِ سعدٍ دَعوةٌ لم تهُلّلِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute