أبيتُ الليل أرقُبُ كلّ نجمْ ... شَآم قَرّ في بَلَد يَمانِ
كأني إذْ حَللتُ بِهِ طَريداً ... حَللتُ على المُمَنّع مَنْ أبانِ
إلى بيت الأكارمِ مِنْ مَعَدّ ... محَلاّ بَيّناً لمنِ ابتغاني
فخَلّوا عنهم يا آل لاي ... فليسَ لكُمْ بِسعيِهم يَدان
غَداة سعى لهم عمرُو بنُ طَوقِ ... وذو البردَين نَعمَ الساعيانِ
رجع إلى شعر الفرزدق:
وهم لَرسول اللهِ أوفَى مجُيرُهُمْ ... وعّموا بفَضلٍ يومَ بُسر مجُلّل
هَجَوتَ بني عَوف وما في هجائهم ... رَواحُ لعَبد مِنْ كُليب مُغَربَل
أبهدَلَةَ الأخيارَ تهجو ولم يَزَلْ ... لهُمْ أول يَعلو على كُلّ أوّلِ
قال: لما قُبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ارتدت العرب عن الإسلام إلا القليل، وأبوا أن
يؤدوا الزكاة وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث رجالا من أفناء العرب على صدقات
عشائرهم، فلما قُبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهب بعضهم ما في يديه من الصدقة،
وتربص بعضهم، وكان أول من ورد المدينة بالصدقة على أبي بكر - رضي الله عنه - عدي بن
حاتم، ثم الزبرقان بن بدر، وكان مما قوى الله - عز وجل - به الإسلام، قال: وكبّر أهل المدينة
وفرحوا بوفاء الزبرقان، قال: وجهّز أبو بكر - رضي الله عنه - خالد بن الوليد - رضي الله عنه -
إلى أسد وغطفان، وهم على بزاخة قد ارتدوا مع طليحة بن خويلد الفقعسي. ففي ذلك يقول الزبرقان
بن بدر:
وفيتُ بأذْوادِ الرسولِ وقدْ أبتْ ... سُعاة فلمْ يَردُدْ بعيرا مجُيرُها
معاً ومنعناها منَ الناس كلهمْ ... تَراها الأعادي حولنا ما تُضيرُها
وأديتُها مِنَ أنْ تُضامَ بذمتي ... محَانيقَ لم تُدرَس رُكوباً ظُهورُها
أردْتُ بها التقوىَ ومجدَ حَديثها ... إذا عُصبَة سامَي قَبيلي فَخورُها