للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو عثمان، قال أبو عبيدة: كان المنذر بن ماء السماء، وأمه بنت عوف بن جشم بن هلال بن

ربيعة النمري، أبرز سريره، وقد اجتمعت عنده وفود العرب، ثم دعا ببردي ابنه محرّق، وهو عمرو

بن هند، وأمه هند بنت الحارث بن عمرو بن حجر آكل المُرار. قال: وإنما سمي محرقا لأنه كان

يحرّق الرجال بالنار، فمن ثم سمي محرقا. فقال: ليقم أعز العرب قبيلة، وأكثرهم عددا، فليأخذ هذين

البردين قال: فقام عامر بن أحيمر بن بهدلة فأخذهما، فأتزر بواحد، وارتدى بالآخر. فقال له المنذر بمَ

أنت أعز العرب. وأكثرهم عددا؟ فقال: أيها الملك، العز والعدد من العرب في معد، ثم في نزار، ثم

في مضر، ثم في خندف، ثم في تميم، ثم في سعد ثم في كعب، ثم في عوف، ثم في بهدلة. فمن أنكر

هذا من العرب فلينافرني، فسكت الناس، فقال المنذر: عند ذلك فهذه عشيرتك كما تزعم، فكيف أنت

في أهل بيتك وبدنك؟ قال: أنا أبو عشرة، وأخو عشرة، وعم عشرة، وخال عشرة، تُعينني الأصاغر

على الأكابر، والأكابر على الأصاغر وأما قولك كيف أنت في بدنك فشاهد العز شاهدي. ثم وضع

قدمه على الأرض، فقال من أزالها من الأرض فله مائة من الإبل. فلم يقمْ إليه أحد من الناس، وذهب

بالبردين، فسميَ ذا البردين قال الزبرقان بن بدر:.

وبُردا ابْن ماء المُزنِ عمي اكتَساهمُا ... بِعِزّ مَعد حينَ عُدّتْ محَاصلُهْ

رآهُ كِرامُ الناس أولاهم بهِ ... ولم يجدوا في عِزّهم مَنْ يُعادلهْ

قال شيبان بن دثار النمري، يمدح بني بهدلة ويخص الزبرقان بن بدر، ويهجو بني قريع بن عوف،

ويخص بني لأي بن أنف الناقة، وهو جعفر بن قريع:

مَنْ يكُ سائلاً عني فإنيّ ... أنا النّمَريُ جارُ الزبرِقانِ

طَريدُ عشيرة وطَريدُ حرب ... بما اجترمَتْ يدي وجَنَى لساني

<<  <  ج: ص:  >  >>