للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وكان يزيد مات يوم الخميس، النصف من شهر ربيع الأول، سنة أربع وستين قال: فأقبل عبيد

الله من فوره ذلك، فأمر منادياً ينادي الصلاة جامعة. فلما تجمع الناس، صعد المنبر، فنعى يزيد،

وعرّض بثلبه. قال: وإنما فعل ذلك، لقصب يزيد إياه. كان قبل موته حتى خافه عبيد الله. فقال

الأحنف بن قيس لعبيد الله: إنه قد كانت ليزيد في أعناقنا بيعة، وكان يقال أعرض عن ذي قبر،

فأعرض عنه.

ثم قال عبيد الله فذكر اختلافاً من أهل الشام، ثم قال إني قد وليتكم، وما يحصى ديوان مقاتلتكم إلا

أربعين ألفا، ولا ديوان ذراريكم، إلا سبعين ألفا، فقد بلغ ديوان مقاتلتكم ثمانين ألفا، وديوان ذراريكم

مائة وأربعين ألفا، لم أترك لكم ظنة أخافها عليكم، ألا وقد جمعتها في سجني هذا، وأنتم أوسع الناس

بلاداً، وأبعدهم مقاداً، وأكثرهم عديداً وحديداً، لا حاجة بكم إلى أحد من الناس، بل الحاجة للناس

إليكم، فاختاروا لأنفسكم رجلا ترضونه لدينكم وسلطانكم، حتى تجتمع الناس على خليفة، وأنا أول من

سمع وأطاع، وأعان بماله ونصيحته وقوته، وإن تنسبوني، تجدوا مهاجر والدي إلى البصرة، ومولدي

بها، وأنا رجل منكم.

قال: فقامت الخطباء إلى عبيد الله، لما فرغ من خطبته فقالوا: قد قبلنا ما أشرت به، ولا نرى أحداً

أضبط لهذا الأمر منك، ولا أقوى عليه، فبايعوه على رضى منهم، ومشورة منه، فلما خرجوا من

عنده، جعلوا يمسحون أكفّهم بباب الدار وحيطانه، ويقولون: أظن ابن مرجانة أنّا نوليه أمرنا في

الفرقة، فأقام عبيد الله أميرا غير كثير، حتى جعل سلطانه يضعف، يأمر بالأمر فلا يُقضى، ويرى

الرأي فيُرد عليه رأيه، ويأمر بحبس المُظن أي المتهم فيحال بين أعوانه وبينه قال أبو عبيدة:

فسمعت غيلان بن محمد. يحدث عثمان البتي قال: حدثني عبد

<<  <  ج: ص:  >  >>