للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قال، وقال أبو عبيدة، فحدثني غير واحد، عن ابن الجارود بن أبي سبرة الهُذلي، عن أبيه الجارود،

قال: وكان عبيد الله قد قال في خُطبته: يا أهل البصرة، والله لقد لبسنا الخَزّ واليُمنة واللين من

الثياب، حتى لقد أجمته جلودنا، فما نبالي أن نُعقبها الحديد أياماً يا أهل البصرة، والله لو اجتمعتم على

ذنب عنز لتكسروه ما كسرتموه قال الجارود: فوالله ما رُمي بجماح حتى هرب فتوارى عند مسعود،

فلما قُتل مسعود لحق بالشام، قال أبو عبد الله: الجماح السهم على رأسه طين.

قال أبو عبيدة، قال يونس: وكان في بيت مال عُبيد الله يوم خطب الناس، قبل خروج سلمة، ثمانية

آلاف ألف أو أقل، قال أبو الحسن المدائني: كان سبعة عشر ألف ألف، فقال للناس: إن هذا فيئكم،

فخذوا أعطياتكم، وأرزاق ذراريكم منه، وأمر الكتبة بتحصيل الناس، وتخريج الأسماء، واستعجل

الكتاب بذلك، حتى وكّل بهم من يحبسهم بالليل في الديوان، وأسرجوا لهم الشمع. قال: فلما صنعوا ما

صنعوا وقعدوا عنه، وكان من خلاف سلمة عليه ما كان، كف عن ذلك، ونقلها حين هرب، فهي إلى

اليوم تردد في آل زياد، فيكون فيهم العُرس والمأتم، فلا يُرى في قريش، ولا في غيرهم مثلهم في

الغضارة والكسوة قال: فدعا عبيد الله رؤساء بُخارية السلطان، فأرادهم على أن يقاتلوا معه، فأبوا،

فدعا البخارية فأرادهم على مثل ذلك، فقالوا: إن أمرنا قُوّادنا قاتلنا، فقال أخو عبيد الله لعبيد الله: ما

من خليفة فتقاتل معه عنه، فإن هُزمت فئت إليه، وأمدك وقوّاك، وقد علمت أن الحرب دُول، فلا

تدري لعلها تدول عليك، وقد اتخدنا بين أظهر هؤلاء القوم أموالا، فإن ظفروا أهلكونا وأهلكوها، فلم

تبق لنا باقية. وقال له عبد الله، أخوه لأبيه وأمه مرجانة - وكانت أمة لزياد - لئن قاتلت القوم،

لأعتمدن على ظُبة سيفي حتى يخرج من صُلبي. فلما رأى ذلك، أرسل إلى الحارث بن قيس بن

صُهبان بن عوف بن علاج بن مازن بن

<<  <  ج: ص:  >  >>