للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي سفيان بن حرب بن أمية. قال: وكان يلقب ببة، وهو جد سليمان ابن عبد الله. وذكرا عبد الله بن الأسود

الزهري قال: فلما أطبقا عليهما، اتّعدا المربد، وواعدا الناس، وحضرت معهم قارعة المربد - يعني

أعلاه - قال: فجاء قيس بن الهيثم، ثم جاء النعمان بعد، فتجاول قيس والنعمان. قال: فأرى النعمان

قيسا أن هواه في ابن الأسود، ثم قال له: إنّا لا نستطيع أن نتكلم معاً. قال: وأداره النعمان على أن

يجعل الكلام إليه، ففعل قيس، وقد اعتقد أحدهما على الآخر، فأخذ النعمان على الناس عهداً ليرضون

بما يختار لهم. قال: ثم أتى النعمان عبد الله بن الأسود فأخذ بيده، وجعل يشترط عليه الشرائط، حتى

ظن الناس أنه مبايعه، ثم تركه وأخذ بيد عبد الله بن الحارث فاشترط عليه مثل ذلك، ثم حمد الله

وذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلى عليه، وذكر حق أهل بيته وقرابته، وقال: يأيها الناس،

ما تنقمون من رجل من بني عم نبيكم، وأمه هند بنت أبي سفيان، فإن كان المُلك فيهم، فهو ابن

عمّهم، وإن كان فيهم، فهو ابن أختهم. ثم صفق على يده، ثم قال: ألا إني قد رضيت لكم به، فنادوا قد

رضينا. قال: وأقبلوا بعبد الله بن الحارث، حتى نزل دار الإمارة، وذلك في أول جمادى الآخرة سنة

أربع وستين، واستعمل على شرطته هميان بن عدي السدوسي، ونادي في الناس، أن احضروا البيعة

فحضروا فبايعوه. فقال في ذلك الفرزدق حين بايعه:

وبايعتُ أقواما وَفَيتُ بعهدهمْ ... وبَبّةُ قَدْ بايَعْتُهُ غَيرَ نادمِ

قال أبو عبيدة: فحدثني زهير بن هنيد عن عمرو بن عيسى، قال: كان منزل مالك بن مسمع

الجحدري في الباطنة عند باب عبد الله الأصفهاني، في خط بني جحدر - والخط الطريق - الذي

عند باب المسجد الجامع، فكان مالك يحضر المسجد، قال: فبينا هو قاعد فيه، وذلك بيسير من إمرة

ببة، قال: وفي الحلقة رجل من بني عبد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>