بن عامر بن كُريز القُرشي، إذا أتته وقعة عبد الله بن خازم بربيعة بهراة، فتنازعوا، فأغلظ لمالك،
فلطم رجل من بكر بن وائل القرشي، فتهايج من ثمّ من مضر وربيعة. قال: وكثرتهم ربيعة الذين في الحلقة.
فنادى رجل: يال تميم، قال: فسمعت الدعوة
عُصبة من بني ضبة بن أدّ كانوا عند القاضي، قال: فأخذوا رماح الحرس، حرس المسجد وترستهم،
ثم شدوا على الربعيين فهزموهم، فبلغ ذلك مالك بن مسمع، فأقبل متفضلا يُسكّن الناس، وكف بعضهم
عن بعض قال: فمكث الناس شُهيرا أو أقل، فكان رجل من بني يشكر يجالس رجلا من بني ضبّة في
المسجد، فتذاكروا لطمة البكري القرشي، قال: ففخر بها اليشكري وقال: ذهبت ظلفا يعني باطلا،
يقول لم يؤخذ بطائلتها، فذهبت اللطمة باطلا. قال: فأحفظ الصبي، فوجأ عنقه. فوقده الناس في
الجمعة، فحُمل اليشكري ميتاً إلى أهله. قال: فثارت بكر إلى رأسهم أشيم بن شقيق، فقالوا: سر بنا.
قال: بل أبعث إليهم رسولا فإن شنئوا لنا حقنا، وإلا سرنا إليهم. فأبت ذلك بكر - قال أبو عبد الله:
يقال شنيء له بكذا أي خرج له عنه - فأتوا مالك بن مسمع .. وقد كان قبل ذلك مالك بن مسمع،
غلب أشيم على الرئاسة، حتى شخص أشيم إلى يزيد بن معاوية قال: فكتب له إلى عبيد الله بن زياد
أن اردد الرئاسة إلى أشيم، قال: فأبت اللهازم - وهم بنو قيس بن ثعلبة، وحلفاؤها عنزة، وتيم اللات
بن ثعلبة، وحلفاؤها عجل، حتى تواقفوا. والذهلان شيبان، وحلفاؤها يشكر وذُهل بن ثعلبة، وحلفاؤها
ضُبيعة بن ربيعة بن نزار أربع قبائل. وأربع قبائل، وكان هذا الحلف في أهل الوبر في الجاهلية،
فلما جاء الإسلام، وكانت حنيفة، بقيت من قبائل بكر لم تكن دخلت في الجاهلية، في هذا الحلف،
قال: وذلك أنهم أهل مدر، فدخلوا في الإسلام مع أخيهم عجل فصاروا لهزمة - ثم تراضوا بحكم
عمران بن عصام العنزي أحد بني هميم فردها إلى أشيم. فلما كانت هذه الفتنة، استخفت بكر مالك
بن مسمع، فخفّ وجمع وأعدّ