قال: وكان عوف قتل ابن أخيه مزاد بن الأقعس بن ضمضم. وقد مر
حديثه وأمليناه فيما مضى من الكتاب، من قتل عوف مزاداً، وقصة هبيرة. قال: فقعد الأقعس بن
ضمضم لعوف بسهم، فخرج عوف من الليل يبول، فرماه الأقعس بسهم، فأصاب رجله فأسواه -
يقول لم يصب المقتل، يقال من ذلك قد رُمىَ فأشوى، وذلك إذا رُمي فمر السهم بين شواه. والشوى
القوائم - ففي ذلك يقول الفرزدق:
حَسبْتَ أبا قيس حمارَ شريعَة ... قَعَدْتَ لهُ والصبحُ قدْ لاحَ حاجِبُه
فلو كنتَ بالمَعلوبِ سيف ابنِ ظالمِ ... ضرَبتَ لزارَتْ قبرَ عَوف قَرائِبُهْ
ولكنْ رأيتَ النبلَ أهونَ فُوقَةٌ ... عليكَ فقدْ أودى دمٌ أنتَ طالبُهْ
قال: والمضماضم، هبيرة بن ضمضم، وأهل بيته.
وقال الفرزدق:
حَلفْتُ بِرَبّ مَكةَ والمُصَلىّ ... وأعناقِ الهَدِيّ مُقَلّدات
قوله المصلى، يريد المسجد. وقوله مقلدات، يريد الهدي مقلدة بالنعال. قال الأصمعي وذلك لأن البدنة
تُقلد، ليعلم أنها هدية إلى بيت الله الحرام.
لقدْ قلّدْتُ جِلْفَ بَني كُلَيب ... قلائدَ في السّوالفِ باقِياتِ
ويروى خلف. قال: والجلف الجبان، النخب، الجوف، الجافي، الذي لا فؤاد له. قال الأصمعي:
الجلف الدن الفارغ، قال: والمسلوخ أيضاً إذا أخرج بطنه، يقال له جلف أيضاً.