للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو على الخصي فرس بني هرمي بن رياح. فقالا: تركنا القوم حين نزلوا القسوميّة. قال:

فتلببنا، ثم ركبنا، ثم أخذنا طريقاً مختلفاً، حتى وردنا الينسوعة، فوجدنا منزل القوم حين استقوا،

وسقوا، ونثروا التمر، وتخففوا للغارة، واستقبلوا أسفل ذي طلوح. قال: فاتبعناهم، وتحتي فرس

ذريعة العنق، فتقدمت الخيل، فوقفت حتى أدركوني، ثم بعثنا طليعة، فجاءنا فأخبرنا أنهم بالطلحتين

نزول بأسفل ذي طلوح، فمكثنا حتى إذا برق الصبح، ركبنا وركب القوم وهم يريدون الغارة، فكنت

أول فارس طلع فناديت: يا أبجر، هلم. قال: من أنت؟ قلت: عميرة بن طارق. فكذبني، فسفرت عن

وجهي، فعرفني، فنزل عن فرس كان عليها مركباً لابن الغزالة السكوني - قال: وبنو الغزالة في بني

شيبان اليوم - وعلي مُلاءة حمراء، فطرحتها، وجلس عليها. فقال: إني مركّب، فاعلم - قال:

والمركب أن يأخذ الرجل فرس صاحبه، فما أصاب على ظهره فلصاحب الفرس نصفه - قال ثم إنهم

التقوا، فأسر الجيش إلا أقلّهم، فكان ممن انفلت منهم، وابصة أحد بني أسعد بن همام، وأخذ أخوه، فلما

أتى أهله، أتته بنت أخيه تسأله عن أبيها، فقال الشيخ في ذلك:.

تُسائلُني هُنَيْدَةُ عَنْ أبيها ... وما أدري وما عَبَدَتْ تمَيمُ

غَداةَ عَهِدْتهُنّ مُقَلّصاتٍ ... لهُنّ بكلّ محنِيّة نَحيمُ

قوله نحيم، يعني صوتاً، يريد الخيل، والنحيم شبه الزفير.

فما أدري أجُبْناً كانَ دَهري ... أمِ الكُوسَى إذا عُدّ الحَزيمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>