قال: وأخذ حنظلة بن بشر بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم، الحوفزان. وكان حنظلة
في بني يربوع، وأخذه معه أبو مليل، وأخذه معهما عبد عمرو بن سنان بن وعلة بن عوف بن جارية
بن سليط. قال: واختصموا فيه، ثم حكموا الحوفزان في نفسه، فأعطى الحوفزان أبا مُليل مائة من
الإبل، وأعطى عبد عمرو مائة أيضاً، وجعل ناصيته لحنظلة بن بشر. فقال عبد عمرو للحوفزان: إن
بين بني جارية بن سليط، وبين بني مرة بن همام موادعة، فلا آخذ من مالك شيئاً. وكان أبو مليل
يسمى ما أخذ منه الخباسة. وأخذ سوادة ابن زيد بن بجير، ابن عم أبجر، أسرة عتوة بن أرقم،
فانتزعه ابن طارق منه، وأسر شريك بن الحوفزان، وأسر أسود، وفلحس، وهما من بني أسعد بن
همام. وأخذ ابن عنمة الشاعر الضبي مع بني شيبان، فافتكه منهم متمم بن نويرة، فيما زعم سليط بن
سعد بن معدان بن عميرة بن طارق بن حصبة بن أزنم بن عبيد بن ثعلبة. قال: فأما حماد الراوية،
فزعم أن مالك بن نويرة افتكّه. فقال ابن عنمة في ذلك يمدح متمماً:
جَزيَ اللهُ رَبُ الناسِ عني مُتمماً ... بَخَيرِ الجَزاء ما أعفّ وأمجدا
أُجيرَتْ بهِ أبناؤنا ودماؤنا ... وشاركَ في إطلاقِنا وتَفَرّدا
أبا نهشلٍ إني لكُمْ غير كافرٍ ... ولا جاعِلٍ مِنْ دونكَ المالَ مُؤصدا
وقال عميرة بن طارق:
أقِليَ عَليّ اللومَ يا أمّ خِثْرِما ... يكن ذاكَ أدنى للصوابِ وأكرَما
ولا تعذُليني أنْ رَأيتِ مَعاشِراً ... لهمْ نَعَمٌ دَثْرُ وأن كنتُ مُصرما
مَتَى ما نَكُنْ في الناسِ نحنُ وهمْ معاً ... نكنْ منهمُ أكسَى جُنوباً وأطعما