يعني جماعات، الواحدة ثكنة. ميل العصائب، يعني العمائم من شدة التعب والسير.
فقالا لهُمْ ما بالُكم في بَرادِكُمْ ... أمِنْ فَزَعٍ أمْ حَولَ رَيّانَ لاعَبِ
قوله في برادكم، البُردة، هاهنا، كساء يُزيّن بالعهن، وهو الصوف المصبوغ ألواناً، واحدها عِهن،
وجميعها عُهون. والبَراد جمع بُردة، وهي أكسية من شعر الأعراب، يأتزرون بها. فقال لبني كليب:
ما بالُكم في برادكم كالفزعين؟ أمن فزع هذا، أم أنتم حول ريّان، أي سكران، يلعب فتزفنون معه؟.
فقالوا سَمِعنا أنّ حَدراء زُوّجَتْ ... على مائَة شُمّ الذّرى والغَوارِبِ
قوله شم الذرى، يعني طوال الأسمنة، قال الأصمعي: ذُروة كل شيء أعلاه. والغوارب جمع غارب،
وهو ما اضطمت عليه الكتفان، وهو مقدّم السنام يلي العنق.
وفينا مِنَ المِعزَى تِلادٌ كَأنها ... ظَفاريّة الجَزع الذي في الترائِبِ
قوله تلاد، التلاد ما كان لآبائهم قديماً. قال والطارف، الذي اتخذوه واستطرفوه. وقوله ظفارية
الجزع، يعني جزع ظفار. وظفار باليمن. قال وفي مثل للعرب "من دخلَ ظفار حمّر" يعني تكلم
بالحميرية. فقال: إن المعزى سود وبُلق. قال: وكذلك الجزع أسود في بياض. والترائب واحدتها
تربية، وهو موضع طرف القلادة من الصدر. والمعنى، يقول: إنها لحسان في أعينهم كالجزع الذي
يُلبس على الترائب - أي المخانق - من حسنها، أي خرجوا يعجبون من إبل تُعطى غيرهم – يعني
نفسه - أي خرجوا يعجبون من ابل تُساقُ في مهر حَدراء.
بهِنّ نَكَحنا غالياتِ نسائِنا ... وكُلُ دَم مِنّا عَلَيهنّ واجِبِ
قوله بهن نكحنا، يريد تزوجنا وحقنّا بهنّ أيضاً الدماء.