للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ما زِلتُ أرميِهم بثَغرَةِ نَحرِهِ ... وفارسِهِ حتى ثأرتُ ابنَ واقدِ

أُحاذِرُ أن يُخزى قبيلي ويُؤثَروا ... وهم أُسرتي الدُّنيا وأقربُ والدِ

شَهيدي سُوَيدٌ والفَوارسُ حوله ... وما أبتَغَي بعدَ سُويدٍ بشاهِدِ

أسرة الرجل، وفصيلته وعشريته، وناهضته، وظهرته، البطن الذي هو منه دون القبيلة العظمى.

وقالتْ بَنو شَيبانَ بالصَّمدِ إذ لَقُوا ... فَوارِسَنا يَنعَونَ قَيلاً وأيهَمَا

كان يوم الصمد، وهو الذي ذكره جرير، وهو يوم ذي طلوح لبني يربوع خاصة، ولم يكن فيه من

بني دارم إلا رجل واحد، نقيل في بني يربوع، وهو حنظلة بن بشر وعمرو بن عمرو بن عُدس بن

زيد بن عبد الله بن دارم، الذي شرك في أسر الحوفزان، فافتخر به البعيث والفرزدق على جرير،

وهو لجرير دونهما. وأما قيل وأيهم، فكان سبب قتلهما يوم طلحات حومل، وهو يوم مليحة، وذلك أن

بسطام بن قيس خرج مغتزياً، وذلك حين ولى الربيع، واشتد الصيف، وقد توجّهت بنو يربوع بينهم،

وبين طلح، فذكر لأخريات بني يربوع، أنهم رأوا منسراً فبعثوا مرسلاً أخا بني حرملة بن هرمي بن

رياح، فأشرف ضفرة حومل - والضفرة والعقدة: الحبل المتراكم من الرمل - فرُفع له عشرون

بعيراً، يعدهن عند طلحات حومل، فحسب أنه ليس غيرهم، والجيش في الخبراء دونهم - والخبراء

التي تمسك الماء وتُنبت السدر، والجماعة خبارى - فكرّ يدعو يا آل يربوع الغنيمة، فتسارع الناس

أيهم يسبق إليها، فجاءوا متقطعين، فسقطوا على الجيش من دون

<<  <  ج: ص:  >  >>