للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

تَرَكوا لتَغلبَ إذْ رأوا أرماحهم ... بإرابَ كلّ لَئِيمَة مِدرانِ

قوله مدران، يعني كثيرة الوسخ. قال: والدرن هو الوسخ بعينه. يقول: خلّوا نساءهم وهربوا.

تُدمِي وتغلبُ بَمنَعونَ بَناتِهمْ ... أقدامَهُنّ حِجارَةُ الصّوانِ

قال: وذلك لأنهن يُسقن حفاة على أرجلهنّ إذا سُبين، أي تُدمي أقدامهن حجارة الصوان.

يَمشينَ في أثرِ الهُذيلِ وتارَةً ... يُردَفْنَ خَلفَ أواخِرِ الرُكبان

والحَوفَزانُ أميرهُمْ مُتضائِلُ ... في جمعِ تغلِبَ ضارِبٌ بِجِرانِ

قال الأصمعي، وأبو عبيدة: وكان من خبر الهذيل أنه غزا بلاد بن سعد بن زيد مناة في تغلب، وغزا

الحوفزان - واسمه الحارث بن شريك - في بكر بن وائل. قال: وكلاهما يريد بني سعد، فلما التقى

الجيشان، سار الحوفزان تحت لواء الهذيل، فلا ندري ما فعلا بعد. وذلك أنا لم نسمع لهما جميعاً

بغارة على أحد من الناس. ثم إن الفرزدق قال هذا الشعر وروي عنه.

أحبَبنَ تَغلِبَ إذْ هَبَطنَ بلادهُمْ ... لمّا سَمِنّ وكُنّ غيرَ سِمان

يَمشينَ بالفضَلات وَسطَ شرُوبهِمْ ... يَتْبَعْنَ كُلّ عَقيرَة ودُخانِ

قوله يمشين بالفضلات، يعني بالخمور يسقين الرجال ويخدمنهم. وقوله وسط شروبهم، هم القوم

يشربون الخمر. وقوله يتبعن كل عقيرة، يريد يتسمعن الغناء فيتبعن الصوت فيطلبنه.

يَتبايعونَ إذا انتَشَوا ببَناتِكُمْ ... عندَ الإياب بأوكَسِ الأثمانِ

واسألْ بِتَغلِبَ كيفَ كانَ قديمُها ... وقديمُ قَومِكَ أولَ الأزمانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>