وكأنّ راياتِ الهُذَيلِ إذا بَدَتْ ... فوقَ الخميسِ كَواسِرُ العِقبانِ
يعني الهذيل بن هبيرة. قال: والخميس الجيش الضخم الكثير الأهل. وقوله كواسر العقبان، يعني
المنحطة من العقبان، وهو أسرع لها. قال وإنما شبه الخيل في سرعتها بسرعة العقبان إذا كسرت،
يعني إذا انحطت للوقوع. قال: وإنما شبه الرايات بالعقبان أيضاً.
وَرَدوا إرابَ بِجَحفَلٍ مِنْ وائِلٍ ... لجبِ العَشيِّ ضُبارِكِ الأركانِ
قوله وردوا إراب، قال: إراب موضع، وهو يوم أغار جزء بن سعد الرياحي ببني يربوع على بكر
بن وائل، وهم خلوف، فأصاب سبيهم وأموالهم. وأغار الهذيل على بني يربوع وهم خلوف، فأصاب
سبيهم وأموالهم. فالتقيا على إراب فاصطلحا على أن خلّى جزء ما في يدية من سبي بكر بن وائل
وأموالهم، وخلّى الهذيل الهذيل ما في يديه من سبي بني يربوع وأموالهم. وخلّوا بين الهذيل وبين
الماء، فسقى خيله وإبله، وشرب هو وأصحابه وفي هذا اليوم وفي غيره يقول جرير:
ونحنُ تَدارَكنا ابنَ حِصنٍ ورَهطَهُ ... ونحنُ منَعنا السبيَ يومَ الأراقِمِ
وقوله بجحفل، يعني جيشاً كثير الخيل. وقوله لجب العشي، يريد الأصوات. وإنما قال بالعشي،
وذلك أن الخيل وأصحابها يريدون النزول للعلف وغير ذلك، فالأصوات في ذلك الوقت كثيرة. وقوله
ضبارك، يقول هذا الجيش العظيم ضخم مثل ضبارم، وهو الغليظ. والأركان النواحي. يقول فأركان
هذا الجيش شديدة ضخمة.
ويَبيتُ فيهِ مِنَ المَهافَةِ عائذاً ... ألفٌ عليهِ قَوانِسُ الأبدانِ
يقول: يعتاذ بهذا الجيش جيش فيه ألف ليمنعه عليهم السلاح. والقوانس أعالي البيض. والأبدان
الدروع غير السوابغ.