للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يريد مقرّبة، فخفف لوزن البيت، يعني فيقرّبون أكرم الخيل وأجودها وأسرعها للطلب والهرب.

يقول: فإذا فجئهم العدو، وثبوا عليها، فإما هربوا، وإما طلبوا.

يَصْهِلنَ بالنظرِ البعيد كأنما ... إرْنانهُا بِبَوائن الأشطانِ

ويروى للشبح البعيد. وقوله إرنانها ببوائن، يعني صوتها. والرنة الصوت من البكاء وغيره. قال:

والأشطان الحبل، واحدها شطن. قال الأصمعي: وقوله ببوائن الأشطان، بأبآر بوائن. قال: والبئر

البيون، البائنة التي يصيب حبلها نواحي البئر، فهو يميد فيها. فإذا استُقي منها، قام رجلان يُنحيّان

الدلو بالشّطن - وهو الحبل - عن حائط البئر لئلا ينقطع الحبل. يقول: كأنها تصهل من أبآر بوائن،

لسعة أجوافها، وهو كما قال الجعدي:

وتَصهِلُ في مثلِ جَوفِ الطّويّ ... صَهيلا يُبينُ لِلمُعرِبِ

قال: وهو الرجل الذي يرتبط الخيل العراب. قال: وإنما ضرب ذلك مثلاً لصهيل الخيل، وشدة

أصواتها، وذلك لسعة أجوافها، وهذا مما يُستحب من الخيل. ويكرهون المُخطف الجنبين اللاصق

البطن بالظهر. قال أحمد بن عبيد: إنما أراد غلظ أصواتها، وأن في أصواتها جشّة، وهذا مما يُسحب

في الخيل. وإذا كانت البئر بيوناً، اتخذت لها أشطان، تُنحّي الدلو من عوج البئر لئلا تتخرّق.

يقطَعْنَ كلّ مدىً بعيدٍ غَوْلُهُ ... خَببَ السباعِ يُقَدنَ بالأرسانِ

ويروى تقاد. وقوله كل سدى، يعني كل غاية بعيدة، وهو من قوله تعالى: {أَمَداً بَعِيداً} يعني غاية

بعيدة، يريد مجرى يُنتهى إليه. وغوله يعني بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>