قال: وقتلوا شرحبيل بن الحارث بن عمرو بن حجر، يوم الكلاب. وقتلوا غلفاء، وهو معدي كرب
بن الحارث بن عمرو يوم أوارة. ففي ذلك يقول جابر بن حُنيّ أخو بني معاوية بن بكر:
نُعاطِي المُلوكَ الحقّ ما قَصَدوا بنا ... وليسَ علينا قَتلُهُمْ بِمُحَرّم
ويومَ الكُلابِ استنزلَتْ أسلاتُنا ... شَرُحبيلَ إذْ آلا أليّةَ مُقسِمِ
لَيَسْتَلبَنْ أفراسَنا فاستَزَلّهُ ... أبو حَنَشٍ عَنْ سرجِ شَقّاء صلدِم
تَناوَلهُ بالرُمح حتى ثَنى لهُ ... فَخَرّ صريعاً لليَدَينِ وللفَمِ
وعمرُو بنُ هندٍ قدْ صَقَعنا جَبينَهُ ... بِشَنعاء تشفي صَورَةَ المُتَظَلّمِ
لولا فَوارِسُ تغلبَ ابنةِ وائلٍ ... نزلَ العدُوُ عليكَ كلّ مكان
حَبسوا ابنَ قيصرَ وابتَنَوا بِرماحِهِم ... يومَ الكُلابِ كأكرَمِ البُنيانِ
ولقدْ عَلمتُ لَيَذرِفَنْ ذا بطنِهِ ... يَربوعُكُمْ لمُوَقصِ الأقرانِ
إنّ الأراقِمَ لن ينالَ قديمَها ... كلبٌ عَوَى مُتَهَتّمُ الأسنانِ
قومٌ إذا وُزِنوا بَقَوم فُضّلوا ... مِثلي مُوازِنِهمْ على المِيزانِ
فأجابه جرير، ويهجو محمد بن عمير بن عطارد والأخطل:
لمِن الدّيارُ بِبرُقَةِ الرّوحان ... إذ لا نَبيعُ زمانَنا بِزَمان
إنْ زُرتُ أهلَكِ لم يُبالُوا حاجتي ... وإذا هَجَرتُكِ شَفّني هِجراني
ويروى لم تبالي. شفّني يقول حزنني، يقال من ذلك شَفّ فلاناً كذا وكذا، أي حزنه وبلغ منه.