ولو أننا كنّا على مثلها لكم ... لابتْ إلى أربابهنّ الرّكائِبُ
لما بَرِحَتْ حتى أنيخَتْ إليكمُ ... جميعاً وحتى حُلّ عنها الحقائبُ
فإن رِحالَ القومِ وسطَ بُيوتِكُمْ ... وللجار معروفٌ منَ الحقّ واجِبُ
فلما أتى بني حارثة هذا الشعر سرهم، وقالوا: مالنا على ركابكم من سبيل، قوم أدركوا بثأرهم، ولهم
جوار، والذي بيننا وبينهم حسن. فردوا على بني القصافر كابهم، وطاح ابن عبلة - يعني ذهب دمه
باطلا - ولم يُدرك بثأر.
رجع إلى شعر الفرزدق
ما بِتّ ليلَكَ يا ابنَ واهِصَة الخُصَى ... رَهناً لمُحمِضَةِ الوطابِ خُبورِ
لمحمضة، كذا رواه سعدان، وهو غلط، وإنما هو لمخمطة الوطاب. يقال قد أخمط الوطب إذا أخذ
طعم الحموضة. وأنشد لابن أحمر:
وما كنتُ أخشى أن تكونَ مَنيتي ... ضرَيبَ جِلاذِ الشّولِ خمطاً وصافيا
يقال أحمض الوطب. وقوله محمضة الوطاب، قال: الوطاب جمع وطب، وهو الذي يكون فيه اللبن.
يقول قد أخذت الوطاب الطعم من الحموضة. وقوله خبور، هي الكرام من الإبل التي خبرها محمود،
وهي الغزار، يريد الكثيرة اللبن، واحدها خبر.
يا بَني حمُيضَةَ إنما أنزاكُما ... في الغَي نَزوةَ شِقوَةٍ وفُجور
ويروى للحين نزوة. ابنا حميضة، يعني حاجباً ونافعاً.
العاوِيانِ إليّ حينَ تَضرّمَتْ ... ناري وقد ملأ البلادَ زَئيري