لولا ارتدافُكُما الخَصيّ عَشية ... يا بْنَي حمُيضَة جِئتُما في العيرِ
قوله جئتما في العير، يقول قُتلتما فجئتما على بعير، ولكن نجّاكما ارتدافُكما فرساً خصيا. والمعنى
فيه أنه عيّر بني جعفر بما لقوا من الضباب. يقول: يوم عرجة قُتل منهم سبعة وعشرون رجلا،
قتلتهم الضباب، فجاءت نساء بني جعفر فحملن قتلاهم على البعير. يقول: ونجّى ابني حميضة أنهما
ارتدفا الخصي، ولولا ذلك لقتلا.
لَتَعرّفتْ عِرساكما جَسديكُما ... عِدلَينِ فوقَ رِحالَةٍ وبَعيرِ
راخاكُما ولقد دَنتْ نفساكُما ... منهمْ نِقالُ مُقرّب محضيرِ
يقول يحسن نقل قوائمه. وقوله راخاكما، يعني باعدكما منهم يريد من الضباب. وقوله نقال مقرب
محضير، يعني فرساً له تقريب في عدوه. قال: وإذا قرّب الفرس في عدوه كان أبقى لعدوه، ولا يفعل
ذلك من الخيل إلا الجواد النجيب منها. ومحضير شديد العدو وشديد الإحضار.
نَجّاكُما حلبٌ لهُ وقَفِيّةٌ ... دونَ العِيال لهُ بكُلّ سَحورِ
قوله نجاكما حلب له، يعني لبناً حليباً للفرس يُسقاه لكرمه، يؤثر به ويخص دون العيال بالأسحار،
قال والقفية شيء يؤثر به الشيخ والصبي من الطعام والشراب، وجعله، هاهنا، للفرس يحيّي به
الفرس، كما يحيي به الشيخ والصبي.
وبَنو الخَطيمِ مجُرّدو أسيافهِم ... ضرباً بِلاحِقَةِ البُطون ذُكورِ
قَتلوا شُيوخَكُمُ الجَحاجِحَ بعدما ... نَكحوا بَناتِكُمُ بغَيرِ مُهور