بن ضمرة، فانطلق حري إلى قيس بن حسان فضربه ضربة
بالسيف، فقطعت أحد زنديه، وأخذ من إبله ثلاثين بعيراً، فدفعها إلى عمرو بن عمران جاره. وقال
حري في ذلك:
وعمرو بنَ عمرانٍ حَبوتُ بهجمَةٍ ... فآب ولم يُقرف بعَوراء جاريا
وقلتُ لهُ خُذها هَنيئا فإنها ... ستكفيكَ يوماً أن تمنّى الأمانيا
ولستُ بمُبتاعٍ بقومي عشيرةً ... إذا القومُ هزوا للقاء العَواليا
وقال حري أيضاً:
عمرو بنَ عِمرانٍ حبوتُ بهجمةٍ ... مكانَ قَلوصٍ رازحِ أن أعيرّا
فأوفَيتُهُ منها ثلاثين جِلّةَ ... ولم يكُ نصري الجارَ أن أتدبرا
مخافةَ يوم أن أسبّ بمثلها ... إذا أظهرَ السبّ الذي كانَ مضمرا
بنو نهشل قومي ومن يكُ فاخراً ... بأيامِ قومي نهشلٍ يعلُ مفخرا
همُ خيرُ من ساقَ المطيّ عُصارَةً ... وأعرفُ معروفاً وأنكرُ مُنكرا
بنو نهشلٍ قُرسانُ كلّ قبيلةٍ ... إذا الأفقُ أمسى كابيَ اللونِ أغبرا
يقال: إن أمه ماوية بنت نهشل بن دارم، فانطلق قيس بن حسان إلى بني مجاشع أخواله، فخبّرهم
الخبر، فغضبت له بنو مجاشع، ومشوا إلى بني نهشل، فقالوا: أغار صاحبكم على ابن أختنا وجرحه،
وأخذ إبله، فإنا والله لا نخذله، وإن كنا أخواله، فأنتم أخواله. فكلم بنو نهشل حري بن ضمرة أن يرد
على قيس إبله، فأبى. فقالت بنو مجاشع لبني مهشل: إما أن تردوا على قيس إبله، وإما أن تجعلوا
حرياً خليعاً. فجعلوه خليعاً. فأخذوه فضربوه بأضاخ، وأخذوا من إبله ثلاثين بعيراً، أخذها له الأقرع
بن سفيان - وهو فارس المدعاس - فدفعها إلى قيس، فأتى حري بني نهشل فاستصرخهم، فقالوا: لا
ننصرك، فإنك قد ظلمت وقطعت القرابة، ففي ذلك يقول حري بن ضمرة: