للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أعطيتُ ما عَلموا عندي وما جهِلوا ... إذ لم أجد لفُضولِ القومِ أقرانا

كانت بنو نهشل قوماً ذوي حسبٍ ... فنالهم أقرعٌ ضُلٌ بنُ سفيانا

شفى الغليلَ ونجزي العامدينَ لها ... بالظلمِ ظلماً وبالعدوانِ عُدوانا

لحَاكمُ اللهُ لحيا لا كفاء لهُ ... إني بدأتكمُ كُفراً وطُغيانا

ما كانَ من جندلٍ فاعلم ولا قَطنٍ ... لا بني نُويرَةَ جارُ يومَ فيحانا

وفي ذلك يقول شمّاس الطهوي:

يا ويحَ حريّ علينا ورهطهِ ... ببطنِ أضاخَ إذ يجرُ ويُسحبُ

قضاءً لنَواسٍ بما الحقُ عيرهُ ... كذلكَ يخزوكَ العزيزُ المُدرب

فأدّ إلى قيسِ بنِ حسانَ ذَودَهُ ... وما نيلَ منكَ التمرُ أو هوَ أطيبُ

فإلاّ تصل رحمَ ابنِ عمرو بنِ مرثدٍ ... يُعلّمكَ وصلَ الرحمِ نِسعُ مُقضّب

فإنكَ لولا حَفرُكَ العِزّ حلّقتْ ... بما نِلتَ من قيسٍ عُقابُ تقلّبُ

فصرتَ ذليلاً في الجِمارِ ودارِمٍ ... ولو خرشتْ ما تحتَ خُصيَيكَ عقربُ

الجمار يريد الجمرات. قال أبو عبيدة: وجمرات العرب في الجاهلية ثلاث: بنو ضبّة بن أد، وبنو

الحارث، وبنو نمير بن عامر. فطفئت منهم جمرتان، وبقيت واحدة. طفئت ضبة، لأنها حالفت

فصارت ربة من الرباب. وطفئت بنو الحارث، لأنها حالفت مذحج، وبقيت نمير لم تطفأ لأنها لم

تحالف.

أغرّكَ يوماً أن يُقالَ ابنُ دارِمٍ ... وتُقضى كما يُقضى منَ البركِ أجرَبُ

فأجابه حري بن ضمرة فقال:

يا ويحَ شماسٍ علينا ورهطهِ ... إذا الناسُ عدّوا قبصهُمُ وتحزّبوا

ولاذَ الدليلُ بالعزيز فلم يكن ... إلى رهطِ شماسٍ منَ الذُلّ مهربُ

فأنتَ على ما كانَ من شَحطِ بيننا ... كما قيلَ للواشي أغشُ وأكذبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>