قوله هجف يعني جافي الخلقة. وقوله من العثور، قال: والأعثى الكثير الشعر، والأنثى عثواء. قال:
والضبع يقال لها عثواء، بينة العثا - مقصور.
رأى الأرضَ منها راحةً فرمى بِها ... إلى خُدَد منها وفي شرّ محفرِ
خدد حفر كالقبر. ويروى إلى شر.
فقالَ لها نامي فإني بذمتي ... لِبِنْيِكِ جارٌ منْ أبيها القَنَوّرِ
ويروى فيئي. قوله القنور، هو الضيق الصدر، السيء الخلق. يقول: أنا جار لها من أبيها.
فما كانَ ذنبي أنْ جَنابٌ سَما بهِ ... حِفاظٌ وشيطانٌ بطيء التعذّرِ
ومَسجونَة قالتْ وقد سَدّ زوجُها ... عليها خَصاصَ البيتِ منْ كلّ منظر
لَعمري لقد أروى جَنابٌ لِقاحَهُ ... وأنهلَ في لَزنٍ منَ الماء مُنكرِ
ويروى جناب لبونه. في لزن من الماء، يعني قلة من الماء وضيقاً.
فإنكَ قدْ أشبعتَ أبرامَ نهشلٍ ... وأبرزتَ منهم كلّ عذراء مُعصرِ
قال: الأبرام الذين لا يدخلون مع الأيسار في الجزور، ولا نصيب لهم، وإنما ينتظرون أن يطعمهم
الناس، زلا يشترون لحماً، إنما يتّكلون على أن يُطعموا. والمعصر من النساء التي قد أدركت
وحاضت. يقول: خرجن من الجهد يلتمسن فضلك.
ولو كنتَ حُراما طَعمتَ لحُومَها ... ولا قُمتَ عندَ الفرثِ يا بنَ المُجَشّرِ
إلمْ تعلما يابنَ المُجشرِ أنها ... إلى السيفِ تُستبكى إذا لم تُعقّر
مَنا عيشُ للمولىَ مَرائيبُ للثأي ... مَعاقيرُ في يومِ الشتاء المُذكّرِ
وما جَبرتْ إلا على عتبٍ بها ... عَراقيبُها مُذ عُقّرتْ يومَ صَوءَرِ