للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى أبو قلابة (١) عن أبي زيد (٢): أن رجلا من الأنصار أعتق ستة مملوكين له عند الموت فأقرع بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعًا فقال: "لو شهدته قبل أن يدفن لم يدفن في مقابر المسلمين" (٣).

وروى عبد الله بن مسعود قال، قال رسول الله : "إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله أو شريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله تعالى قلوب بعضهم ببعض" (٤).

فهذه الأخبار تدل على الهجران لأنه لم يكلمها ولا رد عليها السلام، وكذلك لم يسلم على صاحب الخاتم ولا على صاحب الخلوق.

وقد روي عن جماعة من السلف، فروى عطاء بن يسار (٥) أن رجلًا باع ذهبًا أو ورقًا بأكثر من وزنها فقال أبو الدرداء: "سمعت النبي نهى عن ذلك إلا مثلًا بمثل" فقال: ما أري به بأسًا، فقال أبو الدرداء: من يعذرني من فلان أحدثه عن رسول الله -صلى الله عليه سلم-، ويخبرني عن رأيه لا ساكنتك بأرض أنت بها أبدًا" (٦).


(١) عبد الله بن زيد بن عمرو أو عامر الجرمي أبو قلابة البصري ثقة فاضل كثير الإرسال مات بالشام هاربًا من القضاء سنة ١٠٤ هـ التقريب ص ٧٤.
(٢) عمرو بن أخطب أبو زيد الأنصاري صحابي جليل نزل البصرة مشهور بكنيته. التقريب ص ٢٥٧.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) أخرجه ت. تفسير القرآن (٥/ ٢٥٢) وقال: حسن غريب. د. الملاحم، ب الأمر والنهي، انظر معالم السنن (٦/ ١٨٦)، جه، الفتن (٢/ ١٣٢٧)، وعنده عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود مرسلًا.
(٥) عطاء بن يسار الهلالي أبو محمد المدني مولى أم المؤمنين ميمونة ثقة فاضل صاحب مواعظ وعباده توفي سنة ٩٤ هـ. التقريب ص ٢٤٠.
(٦) أخرجه مالك في الموطأ ص ٥٢٠، والشافعي في الرسالة ص ٤٤٦. وقد نصا على أن الرجل كان معاوية ، ثم إن أبا الدرداء أتى إلى عمر فذكر له ذلك فكتب عمر بن الخطاب إلى معاوية "لا تبيع ذلك إلا مثلًا بمثل وزنًا بوزن".

<<  <   >  >>