للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسألة: في المعرفة (١) هل تزيد وتنقص

نقل يعقوب بن بختان: "أنها لا تزيد ولا تنقص" (٢)، ونقل المروذي: "أنها صفات تزيد وتنقص" (٣).

وعندي أن المسألة ليست على روايتين، وإنما هي على اختلاف حالين، فالموضع الذي قال "لا تزيد ولا تنقص" يعني به نفس المعرفة، لأن المعرفة هي معرفة المعلوم على ما هو به، وذلك لا يختلف بحال، كما أن الصدق هو وجود الشيء على ما أخبر به عنه، وذلك لا يختلف، والموضع الذي قال: "تزيد وتنقص" يعني بالزيادة في معرفة الأدلة، وذلك قد يزيد وينقص، فمنهم من يعرف النبي من جهة واحدة، ومنهم من يعرفه من جهات كثيرة.

مسألة: في قول النبي "لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر" (٤).

قال حنبل: سمعت هارون الحمال (٥) يقول لأبي عبد الله: كنا عند سفيان بن عيينة (٦) بمكة فحدثنا أن النبي قال: "لا تسبوا الدهر فإن


= دلت الأدلة السابقة قابلة للانحراف بسبب مؤثرات عديدة وهي الشياطين والأبوان والمجتمع وكذلك الغفلة، فتحتاج بعد انطماسها إلى نظر واستدلال وتوفيق من الرحمن لانبعاثها مرة أخرى والله أعلم.
(١) مراده بالمعرفة هنا العلم.
(٢) أخرجه الخلال في السنة (١/ ٥٨٠).
(٣) أخرجه الخلال في السنة (١/ ٥٨٠) ونص الرواية "قلت لأبي عبد الله في معرفة الله ﷿ في القلب يتفاضل فيه؟ قال: نعم، قلت: ويزيد؟ قال: نعم".
(٤) أخرجه: خ. تفسير سورة الجاثية. انظر فتح الباري (٨/ ٥٦٤)، م. الألفاظ (٤/ ١٧٦٢) عن أبي هريرة واللفظ لمسلم، حم (٢/ ٢٧٢).
(٥) هارون بن عبد الله بن مروان البغدادي الحمال البزاز، ثقة توفي ٢٤٣ هـ. التقريب ص ٣٦١.
(٦) سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي أبو محمد الكوفي ثم المكي ثقة حافظ فقيه إمام حجة توفي في رجب سنة ١٩٨ هـ. التقريب ص ١٢٩.

<<  <   >  >>