(٢) هكذا في المخطوط وصوابها "والسمع بلا استماع". (٣) مما لا شك فيه أن معرفة الله ﷿ تحصل بالنظر والاستدلال معرفة تدل على وجود الخالق والصانع، وأن له صفات كمال وجلال، ولكن قد دل الدليل أيضًا على وجود معرفة سابقة وهي موهبة من الله ﷿، ألا وهي الفطرة. ومن هذه الأدلة قوله ﷿ ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (١٧٢) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ﴾ [الأعراف آية ١٧٢]. وقوله ﷿ ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ [الروم آية ٢٠]، وحديث أبي هريرة ﵁ مرفوعًا "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه". أخرجه: خ. الأنبياء (٤/ ١١٦)، م. المنافقين (٤/ ٢١٦٠) وحديث عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله ﷺ قال ذات يوم في خطبته:."ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا: كل مال نحلته عبدًا حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم … ". م. ك الجنة (٤/ ٢١٩٧)، حم (٤/ ١٦٢) فهذه الأدلة تدل على أن الله قد غرز في الإنسان معرفته، إلا أن هذه الفطرة وكما =