(٢) يعني أن هذه الأمور قد تخفي على الإنسان في التمييز بين عثمان وعلي ﵄ فيؤديه اجتهاده إلى أن عليًا أكمل في هذه الأشياء فهو أفضل فلهذا لا يبدع. (٣) الاستواء على العرش من صفات الفعل الثابتة لله تعالى في القرآن الكريم، حيث وردت في سبعة مواضع منه، ويؤمن السلف بذلك ويثبتون أن الله تعالى مستو على عرشه بائن من خلقه من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف استواءً يليق بجلاله وعظمته مع غناه عن عرشه وسائر خلقه، وقد أنكر الإستواء، جميع طوائف المتكلمين وهم الجهمية والمعتزلة والأشعرية والماتريدية. وعبادهم وعوامهم والصوفية منهم يزعمون: أن الله في كل مكان ولا يخلو منه مكان، أما حذاقهم وعارفوهم فيقولون: إن الله ليس في مكان، فلا يقال فوق ولا تحت ولا بذي جهة، ويؤولون الإستواء، فمنهم من يقول إن المراد بالإستواء الاستيلاء والقهر والغلبة وهذا تأويل أكثرهم، ومنهم من يقول إن معنى استوى قصد العرش بأمر، مثل قوله تعالى ﴿ثم استوى إلى السماء وهي دخان﴾ [فصلت: ١١] وهو قول الجويني في الإرشاد. =