للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتكلم كلامًا طويلًا (١) وهو امرؤ في لسانه ثقل فلم يكن يقضي كلامه في سرعة، فلما قضى كلامه قلت: إنا كنا نقول ورسول الله (حي) (٢) أفضل أمة رسول الله بعده أبو بكر (٣) ثم عمر، ثم عثمان، وإنا والله ما نعلم عثمان قتل نفسًا بغير حق، ولا جاء من الكبائر شيئًا، ولكن هو هذا المال إن أعطاكموه رضيتم وإن أعطاه أولى قرابته سخطتم، إنما تريدون أن تكونوا كفارس والروم لا يتركون (٤) لهم أميرًا إلا قتلوه، قال: ففاضت عيناه بأربع من الدمع، ثم قال: اللهم لا نريد ذلك (٥).

وروى أبو وائل (٦) أن عبد الله بن مسعود سار من المدينة إلى مكة ثماني حين استخلف عثمان، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أما بعد فإن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قد مات فلم ير يومًا كان أكثر نحيبًا من يومئذ، وإنا اجتمعنا أصحاب محمد فلم نألوا عن خيرنا ذا فوق (٧) فبايعنا أمير المؤمنين عثمان فبايعوه" (٨).


(١) مراد الرجل من كلامه ذلك هو أن يتكلم ابن عمر في عثمان ويذمه ويعيبه.
(٢) ما بين القوسين ساقط من المخطوط وهي عند الخلال.
(٣) في المخطوطة (أبا بكر) وهو خطأ وصوابها ما أثبت كما هو عند الخلال.
(٤) في المخطوطة وكذلك عند الخلال (لا يتركوا) وفي فضائل الصحابة (لا يتركون) وهو الصواب.
(٥) السنة للخلال (١/ ٣٨٦، ٣٨٧)، فضائل الصحابة للإمام أحمد (١/ ٩٤) وقال محققه: إسناده صحيح.
(٦) أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي ثقة مخضرم، توفي في خلالة عمر بن عبد العزيز وله مائة سنة. التقريب ص (١٤٧).
(٧) قال ابن منظور: الفوق بضم الفاء وسكون الواو جمع أفواق وفوق وهو مشق رأس السهم حيث يقع الوتر ومعنى قوله "ذا فوق" أي أعلانا سهمًا ذا فوق أراد خيرنا وأكملنا تامًا في الإسلام والسابقة والفضل. لسان العرب (٥/ ٣٤٩٠).
(٨) السنة للخلال (١/ ٣٩٠).

<<  <   >  >>