(٢) مسألة حروف المعجم من جنس المسألة السابقة وهي مسألة اللفظ: فمن نظر إلى حقيقة الحروف وأن الله تكلم بها وأن كلامه غير مخلوق قال إن الحروف واحدة، وقد تكلم الله بها فلا تكون مخلوقة، ومن نظر إلى أن الحروف تبع لمن تكلم بها فإنهم يقولون الحرف حرفان، ويفرقون بين الحروف التي تكلم الله بها والحروف التي يتكلم بها الخلق، فعليه يقولون إن حروف المعجم التي ينطق بها الناس مخلوقة، والصواب من ذلك التفريق فأصل الحروف التي تكلم الله بها وهي من جنس حروفنا وهي الحروف التي نزل بها القرآن والمقصود بها كلامه ليس مخلوقًا، والحروف التي يتكلم بها الناس وليست كلمات القرآن فهي مخلوقة لأن أفعالهم وأقوالهم وحركاتهم كلها مخلوقة. انظر مجموع الفتاوي (١٢/ ٤٢١ - ٤٦٣)، مختصر الصواعق (٢/ ٣٠٤). (٣) وهذا وفق قوله السابق في اللفظ بالقرآن بأنه غير مخلوق. انظر ص ٧٨. (٤) عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد بن معروف أبو بكر المعروف بغلام الخلال، الفقيه الحنبلي أحد مشاهير الحنابلة، توفي سنة ٣٦٣ هـ. تاريخ بغداد (١٠/ ٤٥٩)، طبقات الحنابلة (٢/ ١١٩).