للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك الجانب، وقال: أعرضوا كلامي على أبي عبد الله، فذكر في رقعة أشياء منها:

أن صلاتنا وإيماننا مخلوق على الحركة والفعل لا على القول فرمى أحمد بالرقعة وغضب، ثم قال: "هذا أهل أن يحذر هذا كلام جهم، إذا قال الإيمان مخلوق فإيش بقي الذي يقول الإيمان شهادة أن لا إله إلا الله، ولا إله إلا الله مخلوق" (١) فقد أنكر القول بالخلق في الجملة.

وحكي عن أبي الحسن التميمي أنه كان يقول: الإيمان يشتمل على قول وعمل، فالقول منه غير مخلوق، وهو القرآن وأسماؤه وذكره، والفعل منه مخلوق كإماطة الأذى، وعيادة المرضى، والحركات بالركوع، والسجود ونحو ذلك.

وقال أبو إسحاق بن شاقلا (٢) فيما وجدته معلقًا بخطه مرات في كتاب السنة جمع أبي بكر الخلال: أخبرني محمد بن العباس (٣) قال سمعت أبا بكر بن صدقة (٤) يقول:

"من قال الإيمان مخلوق فهو جهمي، ومن قال غير مخلوق فهو


(١) لم أقف على هذه الرواية وقد ذكر ابن أبي يعلى في الطبقات عن أبي طالب أن الإمام أحمد قال في الإيمان: من قال إنه مخلوق فهو جهمي، ومن قال إنه غير مخلوق فقد ابتدع وأنه يهجر حتى يرجع". طبقات الحنابلة (١/ ١٧٦) وقال في الطبقات عن إبراهيم بن الحكم القصار أنه قال: سئل الإمام أحمد عن الإيمان أمخلوق أم لا قال: ما كان من مسموع فهو غير مخلوق، وأما ما كان من عمل الجوارح فهو مخلوق". طبقات الحنابلة (١/ ٩٤).
(٢) إبراهيم بن أحمد بن عمر بن شاقلا أبو إسحاق قال الخطيب أحد شيوخ الحنابلة. توفي سنة ٣٦٩ هـ. تاريخ بغداد (٦/ ١٧)، ط الحنابلة (٢/ ١٢٨).
(٣) لم يتبين لي من هو.
(٤) أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة أبو بكر الحافظ قال الدارقطني ثقة. توفي سنة ٢٩٣ هـ. تاريخ بغداد (٥/ ٤٠).

<<  <   >  >>