للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن سعيد بن جبير (١) قال: "لا أقول رآه ولا لم يره" (٢). وروي عن الحسن (٣) وعكرمة "أنه رآه" (٤).

وقد نقل الأثرم عن أحمد فيما تقدم: أن الحديث مضطرب لأجل الاختلاف.

ووجه الرواية الثالثة: أنهم قد أجمعوا على إثبات الرؤية، وإنما اختلفوا هل كانت رؤيا عين أو رؤيا قلب، فمن أثبت رؤيا في الجملة غير معلومة فقد أثبت تسمية مجمع عليها، فأما حديث أم الطفيل فقد نقل مهنا قال: "سألته عن حديث رواه ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن مروان بن عثمان حدثه عن عمارة عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب أنها قالت: سمعت النبي يذكر: "أنه رأى ربه في المنام في صورة شاب موفر رجلاه في خضر عليه نعلان من ذهب على وجهه فراش من ذهب" (٥) فحول وجهه عني وقال: هذا حديث منكر، وقال: لا يعرف هذا الرجل، هذا الرجل مجهول" يعني مروان بن عثمان.

فظاهر هذا أنه ضعف حديث أم الطفيل، وأصحابنا قد رووه واعتمدوا عليه.

وأما حديث ابن عباس فقال أبو بكر المروذي: حدثني عبد الصمد بن يحيى الدهقان قال سمعت شاذان يقول: أرسلت إلى أبي عبد الله أستأذنه في أن أحدث بحديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس: "رأيت ربي" فقال:


(١) سعيد بن جبير الأسدي مولاهم الكوفي ثقة ثبت فقيه قتل بين يدي الحجاج سنة ٩٥ هـ. التقريب ص (١٢٠).
(٢) لم أقف عليه.
(٣) الحسن بن أبي الحسن البصري الأنصاري مولاهم ثقة فقيه فاضل مشهور رأس الطبقة الثالثة توفي سنة ١١٠ هـ. التقريب ص (٦٩).
(٤) أخرجه اللالكائي في السنة (٣/ ٥١٦).
(٥) سبق تخريجه ص ٦٩.

<<  <   >  >>