الثّاني: بمعنى التفسير والبيان، فيقول القائل: تأويل الآية كذا، أي: تفسيرها وبيانها كذا، وهذا منهج الإمام محمّد بن جرير الطبري في تفسيره. الثّالث: بمعنى صرف اللّفظ من الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به. وهذا النوع الثّالث هو المشتهر عند كثير من أهل أصول الفقه وغيرهم؛ فإن كان الدّليل المقترن به صحيحاً، والصارف عن المعنى الراجح إلى المرجوح صحيحاً، ففي هذه الحالة يكون التأويل صحيحاً. أما إذا كان التأويل لغير دليل، أو كان مخالفاً للدليل، فهذا هو التأويل الباطل الذي قصده المؤلف، وهو الذي يعنيه المتكلمون بأنه: صرف اللّفظ عن ظاهره وحقيقته إلى مجازه وما يخالف ظاهره. انظر: التدمرية (ص ٩١)، ودرء التعارض (١/ ١٤)، (٥/ ٢٣٤)، ومجموع الفتاوى (٤/ ٦٨)، (١٣/ ٣٨٢)، والصواعق المرسلة (١/ ١٧٧). والمؤوِّلة: لهم في مذهب التأويل طريقان: الأولى: أن ما يفضي إلى التجسيم والحدوث - على حد زعمهم - أولوا معناه، ولم يثبتوه لله - سبحانه وتعالى - كالاستواء، والكلام، واليد، والكف، والأصابع، والقدم، والساق، وغيرها من صفات الذات والأفعال. والثانية: تأويل ما لا يدل على إثباته العقل. انظر: توضيح المقاصد لابن عيسى (٢/ ٥٥)، وشرح القصيدة النونية للهرّاس (١/ ٣٤١). (١) المعتزلة: هم أتباع واصل بن عطاء الغزال وعمرو بن عبيد، سموا بذلك لاعتزالهم الحسن البصري لما اختلفوا معه في حكم مرتكب الكبيرة، فاعتزلوا عن مجلسه في المسجد، ومذهبهم في الجملة يقوم على الأصول الخمسة، وهي: العدل، والتوحيد، والمنزلة بين المنزلتين، وإنفاذ الوعيد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد ستروا تحت كل واحد منها جملة من المعاني الباطلة؛ التي تخالف مفهومها الشرعي. انظر: الفرق بين الفرق (ص ١١٤)، والملل والنحل للشهرستاني (١/ ٤٣)، والملل والنحل للبغدادي (ص ٨٢)، ومقالات الإسلاميين (ص ١٥٥)، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين (ص ٣٣). (٢) الجهمية: هم أتباع جهم بن صفوان؛ الذي قتله سلم بن أحوز سنة ١٢٨ هـ، وهم =