(١) أخرجه مسلم في الإيمان، باب في قوله - عليه السلام -: "إن الله لا ينام"، وفي قوله: "حجابه النور" (١/ ١٦١ - ١٦٢) رقم (١٧٩) من حديث أبي موسى بلفظه، قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخمس كلمات فقال: "إن الله - عز وجل - لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه، يرفع عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور"، وفي رواية أبي بكر: "النار، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه". (٢) أخرجه مسلم في الإيمان، باب معنى قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} (١/ ١٥٨) رقم (١٧٦)، من حديث ابن عبّاس في قوله تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} قال: رآه بفؤاده مرتين. (٣) اختلفت أقوال السلف من الصّحابة والتابعين وأتباعهم في رؤية النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - لربه ليلة المعراج، وهي في مجملها على ثلاثة أضرب: الأوّل: أقوال تثبت الرؤية مطلقاً. الثّاني: أقوال تنفي الرؤية مطلقاً. الثّالث: أقوال تقيد الرؤية بالرؤية القلبية لا البصرية. ومن ثم اختلف أهل العلم بعدهم في تحرير أقوالهم على مذهبين: المذهب الأوّل: من يرى أن الاختلاف بين أقوالهم اختلاف تضاد لا تنوع يوجب الترجيح بينها لا الجمع، واختلف القائلون بذلك في القول الراجح منها ووجهه. والمذهب الثّاني: من يرى أن الاختلاف بين أقوالهم اختلاف تنوع لا تضاد يوجب الجمع لا الترجيح. والمذهب الثّاني هو الصّحيح - والله أعلم - واختاره جمع من المحققين منهم شيخ =