يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مجموع الفتاوى (٦/ ٥٠٩ - ٥١٠): "وأما الرؤية فالذي ثبت في الصّحيح عن ابن عبّاس أنه قال: "رأى محمّد ربه بفؤاده مرتين" وعائشة أنكرت الرؤية. فمن النَّاس من جمع بينهما فقال: عائشة أنكرت رؤية العين، وابن عبّاس أثبت رؤية الفؤاد، والألفاظ الثابتة عن ابن عبّاس هي مطلقة، أو مقيدة بالفؤاد، تارة يقول: "رأى محمّد ربه"، وتارة يقول: "رآه محمد" ولم يثبت عن ابن عبّاس لفظ صريح أنه رآه بعينه. وليس في الأدلة ما يقتضي أنه رآه بعينه، ولا ثبت ذلك عن أحد من الصّحابة، ولا في الكتاب والسنة ما يدل على ذلك، بل النصوص الصحيحة على نفيه أدل: كما في صحيح مسلم عن أبي ذر قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل رأيت ربك؟ فقال: "نور أنى أراه" ... وهذه رؤيا الآيات؛ لأنه أخبر النَّاس بما رآه بعينه ليلة المعراج، فكان ذلك فتنة لهم، حيث صدقه قوم وكذبه قوم، ولم يخبرهم أنه رأى ربه بعينه، وليس في شيء من أحاديث المعراج الثابتة ذكر ذلك، ولو كان قد وقع ذلك لذكره كما ذكر ما دونه". انظر: كتاب التّوحيد لابن خزيمة (٢/ ٤٧٧ - ٥٦٣)، الرؤية للدارقطني (ص ٣٠٨ - ٣٦١)، شرح اعتقاد أهل السنة (٢/ ٥١٣ - ٥٢٣)، الحجة في بيان المحجة (٢/ ٢٥٢)، شرح السنة للبغوي (١٢/ ٢٢٨)، مجموع الفتاوى (٢/ ٣٣٥، ٣/ ٣٨٦، ٦/ ٥٠٩)، زاد المعاد (٣/ ٣٧)، تفسير ابن كثير (٤/ ٢٦٣)، العلّو للذهبي (١/ ٧٦٥ - ٧٧٤)، شرح الطحاوية (١/ ٢٢٢ - ٢٢٥)، فتح الباري (٨/ ٦٠٨)، ضوء الساري إلى معرفة رؤية الباري لأبي شامة (ص ١٨٠)، أقاويل الثقات للكرمي (ص ١٩٦ - ١٩٧)، لوامع الأنوار البهية (٢/ ٢٥٠ - ٢٥٦)، أضواء البيان (٣/ ٣٦٣)، وللاستزادة: الغنية في مسألة الرؤية لابن حجر، رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لربه للتميمي، رؤية الله تعالى وتحقيق الكلام فيها للحمد (ص ١٣٨). (١) في (ظ) و (ن) وليس في (ص).