للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألا وإنكم قد أُمرتم بالظعن، ودُللتم على الزاد (١).

ألا أيها الناس إنما الدنيا عرضٌ حاضر، يأكل منها البر والفاجر، وإن الآخرة وعدٌ صادق، يحكم فيها الملك القادر.

ألا إن {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (٢).

أيها الناس أحسنوا في عمركم تحفظوا في عقبكم، فإن الله تبارك وتعالى وعد جنته مَنْ أطاعه، وأوعد ناره مَنْ عصاه، إنها نار لا يهدأ زفيرها، ولا يفك أسيرها، ولا يجبر كسيرها، حرها شديد، وقعرها بعيد، وماؤها صديد، وإن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى، وطول الأمل. رواه الدينوري وابن عساكر (٣).

٦٢ - وعن العلاء بن زياد الأعرابي قال سمعت أبي يقول:

صَعِدَ أم ري المؤمنين علي بن أبي طالب منبر الكوفة، بعد الفتنة وفراغه من النهروان، فحمد الله، وخنقنه العبرة فبكى حتى أخضلت لحيته بدموعه،


(١) في س وح: الرد!
(٢) من سورة البقرة، الآية: ٢٦٨.
(٣) انظر: المجالسة ٤/ ١١٦ - ١٢١، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٤٩٧، وكنز العمال ١٦/ ٢٠٢ - ٢٠٤ وقد حكم محقق المجالسة على سند الدنيوري بقوله: (ضعيف، لانقطاعه بين أوفى بن دلهم وعلي) ثم نقل عن ابن كثير قوله في البداية والنهاية ٨/ ٧: (هذه الخطبة بليغة نافعة جامعة للخير، ناهية عن الشر، وقد روي لها شواهد من وجوه أخر متصلة، ولله الحمد والمنة). وقد أوردها كثيرون. ذَكَرَهم المحقق فانظر ما كتبه -إن شئت-.

<<  <   >  >>