النبيّ قد ابتاعه، فنادى الأعرابيُّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إِنْ كنت مبتاعًا هذا الفرس وإلا بعته، فقام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حين سمع نداء الأعرابيّ، فقال:"أو ليس قد أبتعتُهُ منك؟ ". قال الأعرابيُّ: لا والله ما بعتكه، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "بلى قد ابتعتُهُ منك"، فطفق الأعرابيُّ، يقول: هلم شهيدًا. فقال خزيمة بنُ ثابت: أنا أشهدُ أنَّك قد بايعته. فأقبلَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على خزيمة، فقال:"بم تشهد؟ " فقال: بتصديقك يا رسول الله، فجعل رسولُ الله شهادةَ خزيمة بشهادة رجلين.
وهذا سياق أبي داود. وعند أحمد وغيره:"فطفق ناسٌ يلوذون بالنبيّ - صلى الله عليه وسلم - والأعرابيّ وهما يتراجعان، فطفق الأعرابيُّ يقول: شهيدًا يشهدُ أَنْ بايعتك، فَمَن جاءَ مِنَ المسلمين قالَ للأعرابي: ويلك! إن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لم يكن ليقول إلا حقًّا، حتى جاء خزيمةُ فاستمع مراجعةَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ومراجعةَ الأعرابيّ، فطفق الأعرابيُّ يقول: هلم شهيدًا يشهد أني بايعتك. فقال خزيمة: أنا أشهد ... إلخ).
(رواه الزهريُّ، عن عمارة بن خزيمة، أنَّ عمَّهُ خزيمة بنَ ثابت - رضي الله عنه -، حدَّثه وهو مِنْ أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - به. وقد رواه عن الزهريّ جماعةٌ من أصحابه، منهم: شعيب بنُ أبي حمزة، والزبيديُّ، ومعمر بنُ راشد، ومحمد بنُ أبي عتيق، وأبو منيع الرصافي).
(صحيحٌ. قال الحاكمُ: هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد، ورجاله باتفاق الشيخين ثقات، ولم يخرجاه. وقال ابنُ كثير في "تحفة الطالب" (ص ٢٩٠): إسنادُهُ صحيح حجة. اهـ. وفي الباب عن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما -، وفيه مراسيل